دخيل سليمان المحمدي

من أجل تنشئة الجيل وفوا المعلم التبجيل

الخميس - 21 سبتمبر 2017

Thu - 21 Sep 2017

إذا كنت تريد شجرة مثمرة فعليك بالاهتمام بالبذرة الأساسية، وإذا كنت تريد بنيانا قويا شامخا فعليك بالاهتمام بحجر الأساس، وإذا كنت تريد مخرجات ذات فائدة فعليك باختيار أفضل طريقة لاختيار المدخلات.

فالتعليم هو أساس الحضارة والتقدم في المجتمعات وبذرته الأساسية المعلم، حيث الدور البارز والفضل العظيم وأثره الأيجابي الكبير في الأمة فهو المساهم الأول في تنشئة وتربية جيل بأكمله بتعليمهم وتربيتهم على الصفات الحميدة ولهذا فقد حظي بمكانة كبيرة ومرموقة منذ القدم حيث شهدت جميع العصور على حتمية احترام المعلم وحسن معاملته وتكريمه وعدم إهانته بأي شكل من الأشكال، لأنه حجر الأساس في العملية التعليمية فهو المعلم والمربي لجيل قادر على الدفاع عن وطنه وحمايته والنهوض بمجتمعة ورقيه، وهو من يضع اللبنة الأولى في تعليم الطبيب والمهندس والعامل وكل فئات المجتمع المختلفة، ، فالمعلم هو الأمل المنشود للنهضة العملية التعليمية، وهو المنوط بتشكيل عقول وأفكار أبنائنا فلذات أكبادنا، فإذا استطعنا أن نبني بيئة تعليمية مبدعة من معلم وإدارة فبالتأكيد سنصل بسهولة لطالب مبدع في جميع المجالات وهذا هو الهدف المنشود لنا جميعا.

للأسف إن ما نراه ونسمعه هذه الأيام من ظاهرة الشتم والقذف والاتهام حسدا لمن يقومون بمهنة التعليم الشريفة ظاهرة غير جيدة، فالمعلم هو الجندي الأول الذي يقف على أول خطوط إنتاج التعليم، فلا ننكر وجود بعض السلبيات من ضعف شخصية وثقافة وعلم بين هذه الآلاف من المعلمين، حيث إن المسؤولية لا تقع على عاتقهم بل على الجهات التي اختارتهم وشرفتهم بأن يكونوا في هذه المكانة، لذا يجب على كل معلم أن يكون مبدعا، لا أن يكون الإبداع مقصورا على فئة معينة من المعلمين. فآلية اختيار المعلمين ينبغي أن تكون أدق وأعلى مقياسا، لأن مهنة التعليم مهنة صعبة جدا، لا يتحملها كل من حصل على درجة البكالوريوس ودبلومه التربوي، و أرى أن من أهم أسباب هذه الظاهرة بداية من الأسرة التي تلعب دورا كبيرا في غرس مبادئ الاحترام بين ابنها الطالب ومعلمه فهناك بعض الأسر الكثيرة التذمر مما يصل بها الحال إلى شتم المعلم أمام أبنائهم. وأيضا لإدارة المدرسة نصيب من هذه الأسباب عندما يقوم بعض قائدي المدارس بتغطية النقص الموجود في كادر المعلمين بمدارسهم وتكليف المعلمين الآخرين لتدريس مواد أخرى كإسناد تعليم القرآن لمعلم الرياضيات وإسناد تعليم اللغة العربية والرياضيات لمعلم العلوم ..... الخ، وبهذا سيلاحظ الطالب ضعف معلمه في إيصال المعلومة وعدم فهمه للكثير من مواضيع المادة التي أسندت إليه، مما يؤدي إلى هز شخصية المعلم أمام طلابه، وأيضا عندما يقوم قائد المدرسة بتوبيخ المعلم أمام الطلبة يؤدي إلى اهتزاز صورته وشخصيته. وأخيرا وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي امتلأت صورا ومقاطعا ورسائل تهكما وشتما لمن يقوم بتعليم أبنائهم.

أخيرا لسان حال المعلم يقول: إن تكريمي ليس بتنميق الكلمات، وكتابة المقالات، وسجع الخطب على المنصات، أو أهزوجة مديح ببعض الأبيات، إن تكريمي يكون في تحقيق المعاملة الحسنة التي تليق برسالتي ومكانتي، وتوفير المناخ المناسب للقيام بشرف توصيل الرسالة المناط بها أمانة وعملا.

همسة: تكريم المعلم ليس له زمن محدد متزامنا بيومه العالمي، بل إنه واجب باق على مدى الدهر.