أحمد الهلالي

الموت يسكن المستودعات!

السبت - 09 سبتمبر 2017

Sat - 09 Sep 2017

حياتنا اليوم (صحيا) أفضل من حياة الأسلاف، فقد تطورت أساليب الرعاية الصحية، وتنامى الوعي الصحي لدى الناس، ولا يزال يتنامى بفضل وسائل التواصل الحديثة، التي يتداول الناس عبرها النصائح، ويصححون المفاهيم الفكرية عن كثير من الممارسات الخاطئة في الأنظمة الغذائية وغيرها.

من المقاطع المؤلمة التي شاهدتها قبل مدة، وفاة سيدة سعودية بعد تناولها مشروبا معلبا، عزا فيه الطبيب وفاتها بالتحليل المخبري إلى تسممها ببول (فأر) ـ أجلكم الله ـ وقع على سطح العلبة أثناء التخزين، وهذا العزو قادني إلى تأمل تخزين جل المواد الغذائية التي نستهلكها وطرق نقلها، من المصانع إلى مستودعات كبرى، ثم نقلها إلى مستودعات أصغر حتى تصل لمستودع (البقالة) الصغير.

ما أعلمه أن هناك تنظيمات خاصة لنقل المواد الغذائية وتخزينها، واشتراطات نقل تلك المواد في درجات حرارة معينة، لكن ما أجهله هل هناك رقابة صارمة على تنفيذ هذه الاشتراطات، وهل تتابع الجهات المختصة باستمرار طرائق النقل التي تتم، أم إن الأمر لا يتعدى أنظمة مكتوبة، وجولات تفتيشية غالبا ما تسمى (حملات) تتم بعد أن تطفو على السطح قضية مثيرة للرأي العام؟ وإن افترضنا وجود الرقابة، فما نصيب القرى والمراكز الصغيرة منها، ونحن نرى بأعيننا سيارات (الدينا والشاص) تنقل كل مستلزمات البقالات تحت لاهب القيظ من مكان إلى آخر.

أما المستودعات فشأن آخر، فالمستودع مكان مهجور غالبا يقع على أطراف المدينة، فما الاشتراطات التي تخضع لها المستودعات، ونحن حين يضطر البائع لتحميل بعض احتياجاتنا من المستودع، نفاجأ بأكوام الغبار، والحرارة، والظلام، والروائح الغريبة، وهذه دلالة قاطعة على أن العناية والرقابة معدومتان.

وبما أن الأمر كذلك، ليت وزارة التجارة والبلديات والصحة تفعل دور الرقابة الشديدة، وتبادر إلى فرض إجراءات تغليف مختلفة عن السائدة اليوم، فالتغليف بالكرتون للمعلبات لا يمنع اختراقها من السوائل، كذلك التغليف بالبلاستك لكل ما يحوي الكرتون لا يكفي، بل يجب أن يغلف المصنع رأس علبة المشروبات والمأكولات المعلبة بغلاف بلاستيكي مستقل، ثم يوضع الغلاف البلاستيكي الشامل لكل مجموعة، ثم بعد ذلك يأتي الكرتون لحماية البلاستك من التمزق إثر ضغط الحمولات على بعضها البعض أثناء الرص في النقل والتخزين، وكذلك ضرورة توعية المستهلك بطرق التخزين الصحيحة، وأهمية تطهير المعلبات بالماء قبل فتحها وتناولها حرصا على السلامة العامة.

ahmad_helali@