إحرام الكعبة يكشف ملامح بابها الغربي

الثلاثاء - 08 أغسطس 2017

Tue - 08 Aug 2017

كشف إحرام الكعبة المشرفة أمس اللثام عن ملامح بابها الغربي المقابل لباب الملك فهد بالمسجد الحرام بالقرب من الركن اليماني، والذي سده الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان، واختفت معالمه منذ ذلك الحين حتى ظهرت حدوده مجددا في 1040 من الهجرة في عهد السلطان مراد الرابع.

وبالرغم من كون باب الكعبة الغربي مسدودا منذ العهد الأموي إلا أن ملامحه بقيت مرتبطة بإحرام الكعبة الذي يتيح ظهوره في موسم الحج، قبل أن يتوارى مجددا خلف كسوة الكعبة المشرفة بقية العام.

وتظهر حدود الباب للناظر إلى الكعبة من خلال خطوطه المعترضة لخطوط البناء العرضية المحيطة بالكعبة من جميع جهاتها.

تسهيل الخروج

وكان فتح باب الكعبة الغربي لتسهيل خروج زوار البيت الحرام منه بعد دخولهم من الباب الشرقي الحالي، للحيلولة دون تقابل الداخلين والخارجين من وإلى الكعبة في ذلك الحين.

وأوضح الباحث في تاريخ مكة منصور الدعجاني لـ «مكة» أنه عندما بنى إبراهيم عليه السلام الكعبة المشرفة جعل لها بابين، شرقا وغربا، وعندما بنت قريش الكعبة قصرت عليهم النفقة فاستقصروا الكعبة عن بناء إبراهيم عليه السلام فتركوا من الحِجر ست أذرع وشبرا، وجعلوا لها بابا واحدا شرقيا مرتفعا عن الأرض.

وبنيت الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام بعد 82 سنة من بناء قريش للكعبة بسبب ما لحق بها من أضرار واحتراقها في سنة 64هـ، بسب الأحداث التي شهدتها مكة وحصارها من الجيش الأموي بقيادة الحصين بن نمير ورميها بالمنجنيق من جبل أبي قبيس.

وبين الدعجاني أن عبدالله بن الزبير أدخل في الكعبة ما أخرج منها من الحجر وجعل لها بابا آخرا في ظهرها في الجهة الغربية، وجعل بابيها لاصقين بالأرض وزاد في طولها تسعة أذرع.

ولما قُتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى عبدالملك بن مروان: ابن الزبير قد زاد في بيت الله ما ليس منه وأحدث فيه بابا آخر، فكتب يستأذنه في رد البيت إلى ما كان عليه في الجاهلية، فكتب إليه عبدالملك: أن سد بابها الغربي الذي فتحه ابن الزبير واهدم ما زاد فيها من الحِجر. فهدم الحجاج منها ست أذرع وشبرا مما يلي الحجر وبناها على أساس قريش الذي كانت استقصرت عليه، وسد الباب الذي في ظهرها وترك سائرها لم يحرك منها شيئا.

الدولة العثمانية

وبحسب الدعجاني بقيت الكعبة على هذا البناء وبقي أثر الباب الغربي حتى أعيد بناؤها في زمن الدولة العثمانية في عهد السلطان مراد الرابع سنة 1040هـ، بعد أن تسبب السيل الذي وقع بمكة في شعبان 1039هـ بسقوط الجدار الشامي من الكعبة، وبعض من الجدارين الشرقي والغربي، فأعيد بناؤها على ما كانت عليه في آخر بناء لها في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان.

قضبا تسليح

وفي آخر ترميم شامل للكعبة المشرفة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز في 1417 يذكر الشريف محمد بن مساعد الحسني في كتابه الموسوم بـ»درر الجامع الثمين لأعمال الملوك من آل سعود الميامين في مسجد البلد الأمين»، أنه قد تم زرع قضبي تسليح 15 ملم معالجة بمادة الزنك بالمونة التي بين فواصل الواجهة الخارجية للجدران، مع تثبيتها بمادة الأيبوكسي PE- Nitmortar وتم زرع أشاير عرضية من الصلب المجلفن والمحمي بالزنك بقطر 12 ملم عند كل بلوك بين كل شريحة والشريحتين المجاورتين لضمان تماسكها.

وهذا ما جعل الفواصل بين المداميك في جدار الكعبة ترى بوضوح، وكذلك رسم الباب الغربي أصبح أكثر وضوحا.