فاتن محمد حسين

ستظل جامعة أم القرى.. صرحا علميا شامخا

الاحد - 11 يونيو 2017

Sun - 11 Jun 2017

أثار بعض الناشطين منذ بداية الشهر الكريم زوبعة مفتعلة ضد جامعة أم القرى عنوانها «سوبيا جامعة أم القرى» إثر قيام (مركز وادي مكة) بتوقيع اتفاقية شراكة لشركة توصيل مع شركتين في مجال الأطعمة والمشروبات، وهي شركة الخضري وشركة شبه الجزيرة. وللأسف فإن معظم هؤلاء الناشطين لم يكلفوا أنفسهم بالتحقق من مصادر الأخبار وموثوقيتها، بل عمدوا إلى تشويه صورة جامعة عريقة بخبرائها وعلمائها الذين تخرجوا منذ عشرات السنين.. فالاتفاقية ليست صادرة من جامعة أم القرى بل من (وادي مكة للتقنية)؛ وهو مشروع تهدف الجامعة من خلاله لإيجاد بيئة محفزة للإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وتحويل مخرجات البحوث العلمية إلى مشاريع وهي استمرار لجهود الجامعة في التحول إلى اقتصاد المعرفة؛ كأحد الحلول العلمية التي تتوافق مع رؤية المملكة 2030 من وضع بدائل وفرص اقتصادية جديدة.. بل وفرص في توظيف الشباب العاطلين عن العمل، وفتح تطبيقات ومشاريع ذكية ورقمية. ولكن وللأسف فإن مثل هذه الزوبعة تثير الإحباط لدى الشباب والذين بقينا سنوات ننتقد رغبتهم في وظائف إدارية والجلوس في مكاتب مكيفة ومظاهر.



وها هم اليوم ينخرطون في مجالات متنوعة بما يتطلبه سوق العمل، وإذا بالبعض من بني جلدتنا ينكفؤون لنقد الجامعة ومديرها وما أقدمت عليه مع أن الأمر الإلهي يقول {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.



إن شركة (وادي مكة للتنقية) صحيح أنها مملوكة لجامعة أم القرى لأنها منصة للشركات الناشئة في البحث العلمي والتقني، ولكنها لم تكن طرفا في تلك الاتفاقية - كما صرح بذلك مدير العلاقات العامة والإعلام بالشركة الدكتور ماجد عبدالله يحيى، في صحيفة المدينة الاثنين 3 رمضان 1438 وإن كان مدير الجامعة معالي الدكتور بكري معتوق عساس قد شهد توقيع اتفاقيات الشراكة فليس ذلك إلا من باب تشجيع شباب الوطن ودعمهم معنويا للانخراط في مختلف الأعمال وبما يخدم الوطن.. فقد كان بالإمكان توقيع الشراكات مباشرة بين شركة وادي مكة وشركة التوصيل.. ولكنها القيادة الفذة التي تستشعر أهمية الدعم المعنوي للشباب والسير نحو خطى النجاح بثقة وفاعلية.



وليس أدل على ذلك من أنه وجه مؤخرا - حسب صحيفة مكة الخميس 6/9/1438 - بزيادة مكافأة المشاركين في برنامج التدريب الصيفي لطلبة الجامعة الذي ينفذه معهد الإبداع وريادة الأعمال بوادي مكة للتقنية من (ألف ريال إلى ألفي ريال) لكل متدرب في الشهر الواحد.

إن شركة وادي مكة للتقنية ومنذ أن أنشئت في عام 2014 قامت بوضع الكثير من البحوث العلمية موضع التنفيذ والتي كانت تبقى على الرفوف يعلوها الغبار.. للتحول نحو اقتصاد المعرفة من خلال منتجاتها التقنية.



وهنا لا بد من الإشادة بورقة العمل التي قدمها الدكتور فيصل علاف الرئيس التنفيذي لشركة وادي مكة، في الملتقى العلمي 17 لأبحاث الحج بجامعة طيبة بالمدينة المنورة والتي كانت بعنوان «قصة التحول التجاري لشركة وادي مكة من البحث العلمي إلى سوق العمل» والتي أبرز من خلالها دور جامعة أم القرى في تحقيق الرؤية في بناء اقتصاد المعرفة، والاستفادة من مواردها البشرية، وموقع مكة المكرمة ومكانتها عالميا لارتباطها بمنظومة الحج والعمرة، وكيفية تحويل البحوث وإبداعات وابتكارات الشباب المؤهل إلى موارد استثمارية، ومشاريع لخدمة مكة المكرمة، وأهلها، وقاصديها؛ حيث وفرت بذلك مئات الوظائف للشباب السعودي، فضلا عن جذب المستثمرين من الشركات الناشئة لضمان التنمية المستدامة لها.. بل تنويع مجالات الاستثمار العقاري وفي الاتصالات وتقنية المعلومات وفي المجالات الطبية والاستشارات.. وغيرها.



نعم لقد كانت ورقة تستحق الوقوف عندها إكبارا وتقديرا لإنجازات الجامعة بدلا من الهجوم عليها! أليس بعد ذلك كله حري بأن نقول «شكرا جامعة أم القرى ستظلين الصرح العلمي الشامخ في احتضان شباب الأمة».



@Fatinhussain