تحالفات الدوحة خاسرة

الجمعة - 09 يونيو 2017

Fri - 09 Jun 2017

في ظل السباق المحموم الذي تخوضه الدوحة نحو تحالفات إيرانية تركية روسية باهظة وخاسرة في الوقت نفسه، فإن سيناريو استغناء تركيا عن حلب إرضاء لروسيا عقب الانقلاب الفاشل الذي عايشته أنقرة يكاد يكرر نفسه بنسخة جديدة في الدوحة حين تتنازل عن دعم المعارضة السورية المعتدلة، مقدمة إدلب ودرعا قربانا لإرضاء موسكو، إلا أن سرعة وتتابع الأحداث لن يتركا فرصة أمام الإخوان لاستيعاب موقعهم المحتمل الجديد، بل إن الأحداث الجارية تثبت شرذمة الجماعة وعودتها تدريجيا للعمل في سراديب تحت الأرض، وفق وصف المحلل السياسي عبدالرحمن الطريري للصحيفة.



إلى ذلك قال المختص في الجماعات الإرهابية أحمد الموكلي للصحيفة إن جماعة الإخوان باتت جماعة عابرة للحدود، وأصبحت إحدى الأدوات التي تستخدمها الحكومات نحو تنفيذ أهدافها وأجندتها دون أن تحقق هي – الجماعة - أهدافها التي تأسست من أجلها، وبالتالي ستجد راعيا آخر لها يستخدمها في تحقيق أجندته.

أنقرة وطهران تدفعان الدوحة للتعنت

وقال الموكلي إن وقوف تركيا وإيران إلى جانب قطر يدفع بها إلى مزيد من التعنت، رغم الإدراك أن موقف الدولتين مبني على مصالحهما في المنطقة، الرامية إلى التوسع والنفوذ والسيطرة على الخليج وثرواته ومقدساته. ويجب على الدوحة ألا تتجاهل أن هذه المصالح وقتية ومتغيرة بتغير معادلاتها، فقد تكون غدا لأطراف أخرى وتتخلى عن حكومة قطر.



وأضاف: يجب أن يدرك الساسة في قطر أن عودتها إلى البيت الخليجي مسألة وقت، وهذا ما نتمناه. أما مستقبل جماعة الإخوان، فهذه الجماعة ومنذ تأسيسها باتت جماعة عابرة للحدود، وأصبحت إحدى الأدوات التي تستخدمها الحكومات نحو تنفيذ أهدافها وأجندتها دون أن تحقق هي أهدافها التي تأسست من أجلها، وبالتالي ستجد راعيا آخر لها يستخدمها في تحقيق أجندته.



واستبعد الموكلي سعي دول المجلس لتغيير النظام الحاكم القطري، قائلا»يهم دول الخليج الاستقرار في قطر، والإجراءات التي اتخذتها الهدف منها أن تعود القيادة القطرية إلى رشدها وإلى حضنها الآمن وعمقها وأهلها».



اتجاهات المراهقة السياسية القطرية وفق الطريري:

1 إذا أخذنا سيناريو الإقرار بالشروط الخليجية العشرة والموافقة عليها فإن قطر ستسعى للماطلة لتجد في هذه المماطلة أي بوابة للانتصار أمام الجهات التي تدعمها من جهة، وسعيا لثني الدول المقاطعة إلى تخفيض الشروط كما حصل في 2014.



2 هناك نافذة دائما لقطر بترحيل شخصيات معينة من تنظيم جماعة الإخوان إلى تركيا واستمرار رواتبهم من قطر.



3 على المدى القصير والمتوسط سيكون هناك ضرر اقتصادي، لأن التكلفة منخفضة جدا للمواد الغذائية والبنائية القادمة لقطر من السعودية، وبلا شك أن استيرادها بحرا أو جوا سيكون بتكلفة عالية. إيران من جانبها لا تقدم عشاء مجانيا، وعلى الرغم من أنها وجدت فرصة كبيرة لها فقد أُعلن على لسان خارجية الدوحة أن طهران فتحت 3 موانئ وتمد قطر بكميات من المواد الغذائية، كما أنها ستحصل على مبالغ من استخدام طائرات الخطوط القطرية للأجواء، ولكن إيران لديها في الداخل مشاكل في توفر المواد الغذائية وليست من الدول التي تنتج ما تأكل.



4 الخشية الكبرى لدى النظام القطري أن يحصل انشقاق داخلي أو انقلاب داخلي، وهذا أخطر ما تخشاه الدوحة مقارنة بالضغوط الخارجية، ومن هنا نرى الخطوات المتسارعة في البرلمان التركي لإقرار قانون يسمح بنشر جنود أتراك في قطر، مع العلم أن الاتفاق على إنشاء قاعدة تركية في قطر موقع من أبريل 2015 بواسطة رئيس الوزراء التركي آنذاك أحمد أوغلو.



5 هناك حديث أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني وصلت الدوحة لحماية القصر الأميري.



6 إذا اختارت الدوحة أن ترفض الإذعان للسيناريو العربي فإن الموقفين الإيراني والتركي لن يكونا كافيين لها وستتجه إلى روسيا، وأعلن الكرملين أنه في العاشر من الشهر الجاري سيتجه وزير الخارجية القطري إلى روسيا، وقد يقدم الروس الدعم رغم ما بينهما من خلافات، ولكن لن يكون طموح موسكو ماديا بحتا كإيران وتركيا، حيث ستطلب موسكو أن تتوقف قطر عن دعم جماعات المعارضة المعتدلة الموجودة بسوريا، وبالتالي بيع مناطق مثل درعا وإدلب، بالشكل الذي باعت فيه تركيا المعارضة السورية التي كان جزء كبير منها من الإخوان في حلب إرضاء لروسيا بعد الانقلاب الفاشل الذي عاشته.



7 الإخوان لم يعد لديهم خطة واضحة خصوصا بعد أن أصبح إسقاط نظام مرسي حقيقة وليس خيالا، وبالتالي التنظيم بعناصره المصرية خصوصا لا يمثل أكثر من معارضة في الخارج تأثيرها محدود، وحتى القنوات في تركيا مع الوقت ينخفض تأثيرها أكثر، وإذا أذعنت قطر فإنهم من المرجح أن يلجؤوا إلى العودة للعمل في السراديب تحت الأرض.