إسماعيل محمد التركستاني

قيادات صحية وshortcut

الأربعاء - 22 مارس 2017

Wed - 22 Mar 2017

الحديث عن القيادات في المجال الصحي له من الشجون والآهات ما لا يوصف! وخاصة إذا جاء من شخص شاهد وتعامل مع العديد من القيادات (إن جاز إعطاؤهم هذا اللقب!)، حيث إن فيهم من قام بعجب العجاب، وأعتقد أن السبب الرئيس وراء تولي مثل هؤلاء للمناصب القيادية قد يكون هو عامل (اذكرني عند ربك). كلامي هذا لا أعممه على الكل، حيث إنه كان هناك العديد من القيادات (الحقيقية) ممن كانت لهم بصمتهم الإيجابية في تطوير وتحسين العمل الصحي للمنشآت التي كانوا على هرم قيادتها ونفتخر بهم. نعم، وسيكون مقالي هذا عن أهمية تبني آلية عمل واضحة في اختيار القيادات الصحية لمنشآتنا الصحية كثيرة العدد سواء للمستشفيات (276) أو المراكز الصحية (2300). والحديث عن القيادات في مجالنا الصحي، يمكن القول إنه مجال بحثي خصب، يمكن فيه لطلاب الدراسات العليا (في مجال الخدمات الصحية سواء كان ذلك في إدارة المستشفيات أو الجودة الشاملة) إجراء العديد من الأبحاث والدراسات التي من خلال نتائجها يمكن الوصول إلى الأسباب التي أدت إلى جعل تلك المنشآت الصحية بيئة طاردة ومنفرة أكثر منها جاذبة وشيقة. أيضا، وللوصول إلى نتائج تساعد على الارتقاء بالخدمات الصحية أو في تطبيق معايير الجودة الشاملة أو غيرها وتصحيح الوضع الحالي. ولقد تفاءلت خيرا، عندما قامت وزارة الصحة بإجراء اختبار لمديري المراكز الصحية التابعة لها، وذلك لهدف تقييمهم فنيا وإداريا. وهي خطوة مهمة وتصحيحية في مجال اختيار قياداتها الصحية (طبعا كان هذا على مستوى قيادات المراكز الصحية!).

ومن خلال تجربتي التي قمت بها (العمل في مستشفى فريمان الإنجليزي بين عامي 2008-2009)، فقد شاهدت مدى اهتمام القيادات الإنجليزية في المنظومة الصحية الإنجليزية (NHS) باختيار القيادات الصحية لمختلف المنشآت الصحية والأقسام الطبية وغير الطبية. نعم، هناك إدراك تام من قبل المسؤولين الإنجليز لأهمية المنشأة الصحية ودورها الرئيس، وذلك بحسن اختيار الشخص المناسب ليكون في المركز القيادي من خلال آليات اختيار وشروط واضحة، منها الإعلان عن الحاجة إلى خبرات قيادية للمنشآت الصحية. ولن أختلف مع أحد، في أن وزارة الصحة وضعت شروطا واضحة لمن يقع عليهم الاختيار ليكونوا في موقع القيادة الصحية، ولكن (وللأسف الشديد) لا تطبق على أرض الواقع! ويكون الاختيار حسب أهواء ورغبات بعض القيادات التي لها أجندة خفية (عصاك اللي ما تعصاك!).

باختصار.. من أهم الكوادر المقدمة للخدمة الطبية كادر القيادات الصحية، حيث نجد أن المنشآت الصحية المتقدمة والمميزة (وفي واقعنا المحلي العديد من الأمثلة) تولي هذا الجانب الاهتمام الكبير، وتختار بعناية فائقة أشخاصا لهم من الصفات القيادية ما يؤهلهم لتولي دفة الخدمات الطبية بالمنشأة الصحية، وخاصة من أصحاب المفهوم الشامل في الخدمات الصحية (صعبة شوي! صح؟).