فواز عزيز

المتألمون من النقد

تقريبا
تقريبا

السبت - 18 مارس 2017

Sat - 18 Mar 2017

• النقد عمل سيئ كما يعتبره بعض ممن يقولون إن صدورهم تتسع للصادق منه فقط!

• هل بين النقاد صادق وكاذب، أم إن النقد بذاته قد يكون صادقا وقد يكون كاذبا؟

• إذا كان النقد رأيا شخصيا للنقاد فكيف يمكن أن نفرق بين الصادق والكاذب منه!

• أعتقد أن العاقل لا يمكن أن يعتبر «النقد» إلا عملا جميلا، يساعد المصلح ويساند العامل، ولا يضر أحدا حتى لو اعتبره المنقود غير صادق!

• النقد لا يؤذي أحدا إلا الأخطاء، حتى المخطئ لا يؤذيه النقد إن كان يريد الصلاح والإصلاح!

• سئل المنفلوطي عن «الانتقاد» فقال: لا يتبرم بالنقد ولا يضيق به ذرعا إلا الغبي الأبله الذي لا يبالي أن يفهم الناس سيئاته بينهم وبين أنفسهم، ويزعجه أن يتحدثوا بها في مجامعهم، ولا فرق بين فهمهم إياها وحديثهم عنها.. أو الجبان المستطار الذي يخاف من الوهم، ولو رجع إلى أناته ورويته، لعلم أن النقد إن كان صوابا دله على عيوب نفسه فاتقاها، وإن كان خطأ، فلا خوف على سمعته ومكانته منه؛ لأن الناس ليسوا عبيد الناقدين ولا أسراهم، يأمرونهم بالباطل فيذعنون، ويدعونهم إلى المحال فيتبعون، ولئن استطاع أحد أن يخدع أحدا في كل شيء، فإنه لا يستطيع أن يخدعه في شعور نفسه بجمال الكلام أو قبحه.

• يقول المنفلوطي: «سألني بعض الأصدقاء عن رأيي في الانتقاد، وشروطه وحدوده، وآدابه وواجباته، ورأيي: أن لا شروط له ولا حدود، ولا آداب ولا واجبات».. وذهب المنفلوطي إلى أن لكل كاتب أو قائل الحق في نقد ما يشاء من الكلام، مصيبا كان أم مخطئا، محقا أم مبطلا، صادقا أم كاذبا، مخلصا أم غير مخلص؛ لأنه يعتبر النقد نوعا من أنواع الاستحسان والاستهجان، وهما حالتان طبيعيتان للإنسان، لا تنفكان عنه من صرخة الوضع إلى أنة النزع، وكل ما هو طبيعي فهو حق لا ريبة فيه ولا مراء، فإن أصاب الناقد في نقده، فقد أحسن إلى نفسه وإلى الناس، وإن أخطأ فسيجد من الناس من يدله على موضع الخطأ فيه، ويرشده إلى مكان الصواب منه.

(بين قوسين)

• كثير من المسؤولين والمثقفين يجتمعون على كره النقد، ثم لا يتورعون عن ممارسة ما يكرهون بانتقاد من ينتقدهم!