الأمور (مسيَّبة) يا شيخنا (الفوزان)!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الأربعاء - 15 مارس 2017

Wed - 15 Mar 2017

ما زالت عودة أستاذنا الدكتور (عبدالله ناصر الفوزان) إلى الاحتراق في الهم الوطني بالكتابة من جديد هي خبر نصف العام الهجري (1438هـ)، وربع العام الميلادي (2017) الأول!



وتعد إضافة قوية، ورهانًا رابحًا لرئيس تحرير الزميلة (الرياض) المكلَّف الجِنْتِلْمان (فهد العبدالكريم)، في وقت اكتسحت الساحةَ أقلامُ (كل شي بريال)، التي ما زالت تقذفنا بها الزميلة الزرقاء (تويتر) كلما استراحت على سلك (انترنت)! حتى أصبح مقياس استكتاب الأقلام في صفحات الرأي هو مؤشر المتابعة للطقطقة التي (يهشتقها) مراهقون انفجرت غرائزهم للتو ماعدا غريزة (التفكير)، وهي سيدة الغرائز كما قلنا كثيرًا مريرًا؛ ولكنها ما زالت معطلة ومحاربة في كواكب (التعليب)، ولم يفعل وزير التعليم شيئًا لتنشيطها أكثر من إدانة الزملاء المعلمين من فئة (حاشي)، والزميلات المعلمات من فئة (نصف حاشي)!!



وقد قلنا عديدًا بديدًا: إن معظم الصحف الورقية اليوم ـ بتهافتها على نجوم (السوشيال ميديا) ـ ترتكب جريمة لا تغتفر بحق الأجيال القادمة، وبحق صورة الوطن في الخارج؛ إذ لا يجد من يريد أن يقرأ الرأي العام للمملكة عبر الصحف، أو يقيس رؤيتنا الثقافية في معرض الكتاب غير هؤلاء (المستقطقين) ومن (طقطق) و(استقطق)، و(تقاطق) و(انقطق) معهم، عبر وسائل لم تصنع في وطنهم، ولا بأيديهم، ولو بنت أمريكا سدّاً على (وادي السيليكون)، أو رفعت التكلفة كما تفعل (هيئة الترفيه)؛ فلن تنفعنا (إسبانيا)!



ولقد عاد شيخنا (ابن ناصر الفوزان) عودًا حميدًا (رياضيًا) مختلفًا أسلوبًا ومضمونًا، بدءًا من عنوان زاويته، وهي المرة الأولى التي يغرد فيها الأسد!! في دليل واضح على أن المفكر الحقيقي يتجدد باستمرار!!



وهو كاتب ساخر بامتياز، يؤكد النظرية التي ما زال الأخخخخ/‏ أنا عاجزًا عن توضيحها: «السخرية هي أعلى مستويات الجدية! والجدية هي أدنى مستويات السخرية»!



وخير مثال هو (تغريدته) أمس بعنوان: (هي الأمور في جدة سايبة؟) حيث يجدل بين مقطعي (الدبابات والاعتداء على رجل الأمن)، وبين الإنجاز الأمني المدهش بالقبض على قاتل الشيخ (أحمد سعيد العمودي) في زمن قياسي! ويختم بتساؤل حائر للقراء: هل الأمور في جدة سايبة ولّا «مهيب سايبة»؟



ويسعدنا أن نجيب بلا «نحنحةٍ» ولا «حقحقة» و«لا طبعنة»: لا هذه ولا تلك.. فمن شاهد المباراة التي انتهت بنتيجة (3 تلاليك) مقابل (1 زنوبة) ـ أكرمكنُّكم الله ـ يظن أن جدة (مُسيَّبة) مو سايبة!!!