2016 هل هو العام الأكثر كارثية ؟

الأربعاء - 01 فبراير 2017

Wed - 01 Feb 2017

قد يمر العام كالضوء نسبة إلى الأحداث المبهجة التي وقعت خلاله، وقد يمر ثقيلا بسبب الأحداث السيئة والكوارث الطبيعية والبشرية.



وحسبما نشر موقع slate فإن الهوس عند الناس كان تحديدا حول تأثير الأحداث السيئة، وحول عام 2016، وهل يمكن وصفه بأنه عام سيئ؟



"ربيكا أونيون" أثارت الفضول حول هذه التساؤلات، وتعاونت مع 10 من المؤرخين على خوض رحلة اكتشاف "السنة الأكثر كوارث على مر التاريخ":



1 السنة التي أوشك فيها البشر على الانقراض.

يقول "ديفيد بيكر": إن التاريخ مليء بالأحداث لكن سنة 72000 قبل الميلاد هي الأصعب، إذ ثار بركان هائل في جزيرة سومطرة المعروفة حاليا بـ "إندونيسيا"، للحد الذي تحولت فيه الجبال التي كانت موجودة حينها إلى بحيرة، وانفجرت الجزيرة بقوة تقدر بـ 1.5 مليون قنبلة من قنابل هيروشيما، وتناثرت الصخور لمسافات قارية.



وتكاثرت تلك المجموعة الصغيرة من الناجين الذين شكلوا بلدة صغيرة جدا حينها، ليصبحوا سبعة مليارات نسمة يعيشون الآن على كوكب الأرض؛ مما يجعلنا من الأنواع الأكثر عددا والأقرب وراثيا في الطبيعة.



2 السنة التي نهش فيها الكلاب جثث الضحايا الملقاة في الطرقات.

يقول "بيتر فرانكوبان": إن الذين يعدون سنة 2016 هي الأصعب بالنسبة للعالم مخطئون، فمن وجهة نظر مؤرخ فإن صراع الناس على السلطة أو تأييد الأغلبية لزعماء فاشلين جاؤوا بخطط رديئة لا يعد شيئا جديدا، فالثورات السياسية الحالية لا تقارن بتاتا بسنة 1348 عندما انتشر وباء الطاعون.



من خلال الحرير انتشر الوباء سريعا عن طريق التجارة، وفي غضون 18 شهرا قضى الوباء على ثلث سكان أوروبا، وفي هذا كتب بترارك "دفنت آمالنا في المستقبل بجانب أصدقائنا"، وعلق كاتب آخر "ذلك الوباء كالملك الذي تربع على عرشه، وأخذ يستعرض قوته آخذا في طريقه الأرواح". لكن العزاء من هذا الوباء أنه خلف واحدا من أزهى العصور الذهبية، إذ ساعد في نشر المساواة وأنعش الإنفاق وازدهرت الفنون. لأنه أحيانا قد تمر العاصفة لتفسح المجال لأشعة الشمس أن تتسلل.



3 السنة التي شقت فيها أمراض العالم القديم طريقها إلى الأمريكيتين.

سنة 1492 هي السنة التي شهدت تحولا تاريخيا عالميا، كما يقول "بيتر شولومان"، ففي ذلك العام أكمل الملك الكاثوليكي فرديناند والملكة إيزابيلا غزوهم لمملكة الموريون.



وفي غضون سنوات قليلة كان مصير نحو نصف مليون مسلم من ساكني تلك الأراضي: القتل، والإجبار على الارتداد، والأسر، والطرد من أراضيهم. أدت تلك الأفعال إلى خلق فكرة متميزة جغرافيا "أوروبا المسيحية"، لتحل محل أكثر من ألفي سنة من الهويات الدينية والسياسية التي كانت تربط سواحل المتوسط.



4 السنة التي أصيبت فيها الأمم بالعنصرية والرأسمالية الهوجاء.

"كلاوديو سان" يقول: كانت سنة 1830 إن لم تكن بالتحديد 1836 تمثل ذروة تجارة الرق الداخلية، حيث تم نقل نحو ربع مليون شخص مستعبد مشيا على الأقدام، أو على ظهر السفن إلى الغرب ليعملوا في الحقول التي كان يمتلكها السكان الأصليون قبل سنوات قليلة. رفض السياسيون المؤيدون للعبودية سماع الالتماسات التي قدمها مناهضو العبودية في الكونجرس، وتم تمرير أول قانون تكميم في مايو 1836.



5 السنة التي لم يبق فيها أحد سالما.

عام 1837 كان عاما مرعبا للجميع في أمريكا كما يقول "جوشوا روثمان"، لقد عانى المواطنون الأصليون من غارات البيض لسنوات، ولكن في سنة 1837 شهدوا استمرار تشريدهم بسبب حرب السيمينول، وبداية الترحيل القسري لقبائل التشيكاساو من الجنوب الغربي إلى ولاية أوكلاهوما. تاركين سياسة العبودية مشتعلة لدرجة أنه لم يكد يخرج أحد من تلك السنة سليما معافى.



6 السنة التي سيتردد صداها على مدى عقود.

يقول "جون كولمان" إن عام 1876 في رأيه هو الأصعب، إذ إن انقسام الانتخابات الرئاسية مهد ساحة الأحداث لتسويات إنهاء عصر "إعادة الإعمار" التي أعقبت الحرب الأهلية. فسنوات الحرب الأهلية تعد من أصعب الأحداث من حيث الخسائر، لكن الفشل في الدفاع عن المساواة العرقية في ولايات الجنوب بعد أن ضحى سيل من الأرواح في سبيلها، يعد أكثر مأساوية من الحرب نفسها.



7 السنة التي أطيح فيها بإعادة الإعمار الراديكالي.

"مانيشا سينها": كمؤرخ فإن أكثر السنوات في الكوارث تختلف باختلاف المصائب، هل كانت فردية شخصية، أم أحداثا كارثية تاريخية عالمية. تعتقد "مانيشا" أن سبب زيادة نسبة المتفقين على أن 2016 هو الأكثر كوارث يرجع بالأساس إلى حوادث التفجيرات الإرهابية اللا متناهية منذ بداية العام.



لكن ربما علينا الأخذ في الاعتبار أنها قد تكون سنة انتشار الطاعون في أوروبا، أو ما عرف حينها بالموت الأسود، أو سنة المجاعات في آسيا وأفريقيا، أو بدء إبادة السكان الأصليين في الأمريكيتين، أو بدء تجارة العبيد عبر الأطلنطي بين أفريقيا والأمريكيتين، أو صعود الإمبريالية الأوروبية أو هتلر!



8 السنة التي شهدت أعمالا دموية اجتاحت البلاد.

"كيفين كروز" قالت: إن أمريكا فازت في الحرب العالمية الأولى لكنها خسرت السلام والأمان بشكل فعال، إذ رفض مجلس الشيوخ التصديق على معاهدة عصبة الأمم، في حين عانى الرئيس الأمريكي ويلسون من سكتة دماغية. وفي تلك الأثناء، بينما أنهت الحكومة قوانين الحرب وتدبيرات الإنفاق الخاصة بالحرب، ارتفعت معدلات التضخم والبطالة لتزيد الأخيرة بنسبة 20% عن السابق.



وأدى انتشار وباء الإنفلونزا لقتل نحو نصف مليون أمريكي. كما شهدت السنة نفسها التعديلات الدستورية الـ 18، والتي قضت بحظر الكحوليات في أمريكا وبدء عقد من الفوضى. وأجمع الكل على أن عام 1919 كان عاما حافلا بالفوضى السياسية، وعدم الاستقرار الاجتماعي، والدمار الاقتصادي، والأوبئة المدمرة للصحة، وأحداث الشغب الدموية العنصرية، والإضرابات العمالية الضخمة، والقبضة الحكومية الوحشية. وهو بذلك منافس جدا لعام 2016.



9 السنة التي لديها رصيد محبط من فقر الإنسانية.

عام 1943 اشتهر باعتباره عاما مروعا كما قال "مات ديلمونت"، إذ ازدادت بشاعة محرقة الهولوكوست أسبوعيا، وبشكل ممنهج قام النازيون بترحيل وقتل أكثر من 1.3 مليون شخص. كما أن الحرب العالمية الثانية أيضا دفعت في اتجاه زيادة صادرات الأطعمة من الهند البريطانية، وذلك لتوفير الطعام لكل من الجنود البريطانيين والمواطنين؛ مما تسبب في مجاعة هائلة في إقليم البنغال، وقد تسبب ذلك تقريبا في مقتل 3 ملايين شخص.



10 السنة التي لم أقدر فيها على قول "عام سعيد".

كمؤرخة تعتقد "سوزان ستراسر" أنه بحلول 31 ديسمبر من عام 1968 كان العالم مضطرا للتعامل مع أحداث عظام كاغتيال مارتن لوثر كينج، وروبرت كينيدي، والتمرد في المناطق الحضرية في عدد من المدن الأمريكية، وكذلك احتلال تشيكوسلوفاكيا بعد فترة "ربيع براغ"، واحتضار ثورة الطلاب الفرنسية، وانتهاء المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو، فضلا عن أعداد الوفيات والإصابات التي خلفها كل حادث مما سبق ذكره.



11 سنة سلطة القوة الوطنية والجسدية.

"ماثيو برات جوتريل" يقول: إن عواقب 2003 بعيدة المدى، ففي فبراير من عام 2003 استعدت إدارة الرئيس بوش وحلفاؤه لشن الحرب، وحرص المحتجون حول العالم على التعبير عن رفضهم، وغمرت أعداد المتظاهرين المدن حول العالم في أكبر مظاهرة عالمية للسلام على مر التاريخ. فضلا عن هدوء الحزبين السياسيين الأهم عندما تمت مواجهتهما بحقيقة العلاقة المشكوك فيها بين تفجيرات 11 سبتمبر والحرب في العراق.



أسوأ سنة بحسب استبيان موقع slate:

العام نسبة السوء.



72.000 قبل الميلاد

%21



1348م

17 %



1492م

6 %



1836م

1 %



1837م

1 %



1876م

1 %



1877م

1%



1919م

4 %



1943م

10 %



1968م

3 %



2003م

4 %



2016م

31 %