عبدالله المزهر

لن تلدي قبل أن تحبلي!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 18 يناير 2017

Wed - 18 Jan 2017

هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة، هذا اسم هيئة موجودة بالفعل وليس اسما لفيلم خيال علمي يعرض على شاشات السينما في البلاد المنحرفة التي تسمح بمثل هذا الفساد والعياذ بالله.



أعجبني الاسم ولفت نظري وأنا أبحث في موضوع البطالة والتوظيف بغرض اللقافة والاطلاع فقط، ومع أني سمعت عن هذه الهيئة من قبل إلا أني لم أتوقف عند اسمها كثيرا في السابق، وربما يكون سبب ذلك أن كمية الفراغ التي أعاني منها الآن أكثر.



هذه «القابلة» منحوسة سيئة الحظ، فمنذ أن قررت أن تمارس هذه المهنة لم تتوقف الشركات والمؤسسات عن إنجاب الوظائف فحسب، بل بدأت في وأد الوظائف التي أنجبتها سابقا، وعدد الموظفين الذين يفصلون أكثر من عدد العاطلين الذين يجدون وظائف. وفي ظل هذا الوضع الغريب فإني أجد صعوبة في فهم العمل الذي تقوم به هذه الهيئة ـ الموقرة طبعا ـ وطريقتها التي تنتهجها في أداء عملها ـ إن وجد ـ وأتخيل قابلة تحاول توليد امرأة ليست حبلى من الأساس، وتصر مع ذلك على أنها تقوم بعمل جيد وأن المولود سيخرج لا محالة.



يقول أحد المغرضين إن الوظائف لا يمكن أن تولد بهذه الطريقة، حتى لو اجتمعت كل قابلات العالم في هيئة واحدة. ويقول ذات المغرض إن «التوطين» الوهمي وتلوين النطاقات بالأصفر والأحمر والأخضر والوردي لن يجدي إذا لم يرافقه تحول صناعي حقيقي، وفتح المجال للاستثمار، وتعديل الأنظمة التي تخيف رؤوس الأموال.



ثم أضاف ذات المغرض ـ الذي لا أعرفه ـ أن كل الحلول التي تنتهجها وزارة العمل وغيرها من الجهات والهيئات المعنية بالبطالة تشبه من يعالج قدمه المكسورة بتناول المسكنات لأن منظر «الجبيرة» لا يعجبه. لن يجبر كسره ولن يزول الألم. وربما ينتهي به المطاف مبتور القدم.



وعلى أي حال..

أحترم الهيئة غريبة الاسم ـ إن كانت ما زالت موجودة ـ، وأقدر العاملين فيها، وكل ما في الأمر أني أعتقد أن قرار إنشائها يشبه أن يضيع أحدهم وقته في البحث عن قابلة مع أنه لم يتزوج من الأساس.