عبدالله المزهر

النضال المزيف!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 17 يناير 2017

Tue - 17 Jan 2017

يسألني صديقي الشيعي لماذا لا أتعاطف مع قضاياهم، وهو سؤال مبني على افتراض حقيقة غير موجودة ـ عندي على الأقل - وهي أن سبب التعاطف من عدمه يعتمد على مذهب الضحية.



مشكلة كثير من إخوتنا الشيعة أنهم يتلذذون كثيراً بلعب دور الضحية والمظلوم الذي يروج له غلاتهم ويتكسبون من نتائجه، وهو أمر يمكن قبوله في حالات ولكنه يكون مستفزا إن كان في كل الأوقات وفي كل الحالات. ويكون مستفزا أكثر حين يتحدث عن قضايا عامة تخص كل الناس وكأنها مشكلة خاصة بالشيعة وحدهم وأنهم لم يعانوا منها إلا لأنهم شيعة.



ثم يضاف لذلك أن الخطاب الشيعي ـ غالبا - يعتمد على تكريس فكرة أن كل شيعي مظلوم، أيا كانت قضيته. وهي فكرة فيها من الغرابة ما يسهل رؤيته.

فكل السجناء الشيعة - حسب هذا الخطاب المغالي - مظلومون حتى وإن كانوا مدانين في قضيا قتل أو سرقة، يكفي أن يكون شيعيا ليستخدمه التطرّف الشيعي أيقونة ثورية ورمزا للمظلومين حتى ولو كان مقبوضا عليه وهو يروج المخدرات.



بالطبع يوجد في كل مكان شيعة مظلومون فعلاً مثلهم مثل أي طائفة بشرية أخرى، ويتشاركون مع كل الطوائف والملل والنحل في قضايا الحياة والبطالة والخدمات والحقوق والظلم والفساد في كل مكان في العالم، لكن المشكلة أن بقية الناس أصبحوا يتعاملون مع أي صوت شيعي يتحدث عن الظلم بذات الطريقة التي قرؤوها في قصة الراعي الذي كان يصرخ لنجدته من الذئب غير الموجود، وحينما أتى الذئب فعلا لم يعد أحد يصدق صرخات الاستغاثة.



وعلى أي حال..

أجده أمرا مقبولا وجميلا أن يقول أي «مناضل» إنه ساع للحرية وباحث عن العدالة، وإنه ضد الاستبداد والظلم، وإنه يحلم بحياة أفضل للناس، لكني حين أرى هذا المناضل يتحدث عن ظلم في وطنه وهو يرفع صورا لمجرمين وقتلة ومستبدين وطغاة من بلاد أخرى ويعتقد انهم أيقونة الخلاص، فإنه مناضل «فالصو» والحرية التي يتحدث عنها لا يشتريها عاقل ولا يبحث عنها حرّ حقيقي.



[email protected]