عبدالغني القش

الحرمان الشريفان.. انطلاقتان رائعتان!

الاحد - 15 يناير 2017

Sun - 15 Jan 2017

التطوير سر من أسرار النجاح، به يستمر، ومنه يتعزز، وعليه يعتمد، وما من شأن يراد له الاستمرارية إلا ويولي التطوير جل اهتمامه وعنايته.



ومن هذا المنظور شهدت المدينة المنورة الأسبوع الماضي عملين تاريخيين، وانطلاقتين جبارتين في مسيرة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ويتوقع منهما الشيء الكثير والمردود الإيجابي الكبير على مسيرة النجاح المضطرد التي تشهدها منذ أن تولاها معالي الشيخ أ.د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.



أما الأول فقد تمثل في انطلاقة المركز الإعلامي بوكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي، وقد كانت انطلاقة رائدة تقوم على أسس؛ حيث للمركز رؤيته ورسالته وأهدافه واستراتيجياته، وقد حوى ذلك كله مذكرة حاسوب تم إنتاجها خصيصا لهذا الغرض، كما أصدر كتيب تعريفي أنيق تم وضعه في مجلد، وتم توزيعه على الحاضرين.



والملفت هو أن انطلاقة المركز كانت من خلال برنامج تدريبي عن «الصناعة الإعلامية في المسجد النبوي عبر التاريخ» قدمه أكاديمي متخصص في الإعلام وتحديدا في الرأي العام وتأثيره وهو الصديق الدكتور محمود الحربي من جامعة طيبة.



وقد رعى البرنامج معالي الرئيس العام وشهده أكثر من خمسة وعشرين من رموز الإعلام والأكاديميين والمهتمين في مدينة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.



ولفت الأنظار الكلمة التي ألقاها معاليه والتي أكد فيها الشفافية المطلقة التي تنتهجها الرئاسة مع الإعلام، وأنها تفتح أبوابها للإعلاميين، معتبرا إياهم شركاء النجاح، ومحملا الجميع مسؤولية إبراز ما توليه القيادة الرشيدة من رعاية وعناية بالحرمين الشريفين باعتبارهما الثقل الديني للعالم الإسلامي.



وقد ألمح في أثناء كلمته إلى وجود المغرضين الذين ربما وجدوا خللا أو نقصا – وهو ديدن العمل البشري – فصوروه وكبروه وجعلوا منه مدخلا للتقليل من شأن بلادنا وقيادتنا، وأن على الإعلامي أن يتصدى لمثل هذا العمل الذي يتخذه المتربصون والحاقدون وسيلة للعداء بإبراز كل ما يقدم من جهود جبارة وخدمات جليلة للحجيج والمعتمرين والزوار، كل بحسب مقدرته ومن خلال وسيلته.



أما مساء الجمعة الماضي فقد كان التاريخ على موعد آخر، حيث تم تدشين «مجلس رواد المسجد النبوي الاستشاري» والذي ضم نخبة من ذوي الرأي والخبرات بمختلف التخصصات بهدف الإفادة من مشورتهم وآرائهم وخبراتهم في كل ما يخدم هذا المكان المبارك من جميع النواحي.



وقد تم تدشينه من قبل معالي الشيخ شخصيا مما يمنحه المزيد من القوة، وفي مكان بديع تم اتخاذه في داخل المسجد النبوي الشريف، مما يجعل القائد يكون دائما وسط الحدث ولا يكتفي بالتقارير والاستماع لما يقوله كل من تولى إدارة أو قسما، وقد أشاد الحاضرون لحفل التدشين بهذه الخطوة التي كانت تمثل أمنية لديهم، حيث سيكون هناك اجتماع شهري للمجلس يناقش فيه موضوع حيوي يطرح ويقوم الجميع بتبادل الآراء والخروج بتوصيات.



وكم هو رائع أن يتم الاتفاق على تخصيص أمانة للمجلس وسكرتارية خاصة، من أجل سرعة التواصل بين الأعضاء وإخطارهم بكل جديد، من حيث الموضوعات وطرحها واللقاءات وعقدها، في خطوة سيدونها التاريخ بالذهب وليس بمائه.



وفي تصوري أن الحرمين الشريفين بحاجة للمزيد من الأعمال الإعلامية العالمية يتم إنتاجها بمهنية عالية وبجودة لا نظير لها، تقدم للعالم؛ لإبراز جهود قيادتنا الرشيدة وما تبذله من غال ونفيس في سبيل خدمتهما والارتقاء بهما من توسعات وأعمال خدمية مساندة لا تقل أهمية عن عمارتهما.



وبدوري أوجه رسالة لجميع وسائل إعلامنا أن يقوموا بواجبهم وتكثيف جهودهم في هذا الجانب ليكونوا سدا منيعا في وجه كل من يروم الانتقاص من تلك الجهود أو التقليل من شأنها، لأن بلادنا بلاد الحرمين، فهل وصلت الرسالة؟



[email protected]