عادي ماجد الزبني

الاعتداءات على الطاقم الطبي

السبت - 14 يناير 2017

Sat - 14 Jan 2017

تتناقل وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر أخبارا أو مقاطع اعتداء على العاملين في المنشآت الصحية، ولكنها ولله الحمد لم تصل إلى حد (الظاهرة)! ولكني على يقين تام بأن هناك من هذه التصرفات الخاطئة ما هو (أدهى وأمر)، ولكن لم توثق وانتهت بـ (الاعتذار) أو (حبة خشم) أو قيدت (ضد مجهول).



وبعد تكرار عدد من حالات الاعتداء مؤخرا كانت ردة الفعل من وزارة الصحة هو (التهديد) بالسجن والغرامة، فقد أصدرت الإدارة القانونية بالوزارة توضيحات للمديريات بأن الاعتداء على الموظف العام سوى (لفظيا أو جسديا) يؤدي لعقوبة السجن لمدة تصل إلى (10) سنوات وغرامة مالية بحد أعلى (مليون) ريال.



وتمنيت لو قامت الوزارة بإجراء دراسة دقيقة لمعرفة حيثيات الاعتداءات، فمن الظلم أن نحمل المراجعين كامل المسؤولية، قد تكون المسؤولية مشتركة بين الموظف والمراجع أو يتحملها أحدهما، وكان من الأجدر بالوزارة أن توصي إداراتها بتحري الدقة في اختيار العاملين في أقسام استقبال الحالات مثل الطوارئ والاستقبال والأمن وغيرها وتزويدهم بدورات مكثفة عن مهارات التواصل والتعامل مع المراجعين ومراجعه كفاءة وأساليب العمل في تلك الأقسام وتطوير أقسام الأمن والسلامة بالمنشآت الصحية، فأغلب الاعتداءات تحدث بسبب سوء التنظيم أو سوء سلوكيات العاملين تجاه تعاملهم مع الموقف، فالمريض أو مرافقه



لا يحتاج لأكثر من (الابتسامة) والشعور بالاهتمام، وفي الحقيقة أن أغلب المشاكل يمكن للموظف احتواؤها قبل حدوثها بكلمة واحده فقط مثل (أبشر)، وهذا لا يعني بأن مرافق أو مرافقي المريض (وهم أحد عناصر المشكلة) محصنون من الخطأ، فهناك منهم من لا تنفع معه جميع أساليب التعامل ويصر على أن من حقه أن يختار طريقة ونوعية العلاج والطبيب المعالج ويقيم الأطباء في الدقائق الأولى من التعامل مع الحالة ويربك العاملين أثناء مباشرة الحالة. والبعض يبحث عن الخدمات الفندقية وغرفة خاصة، وآخر يطالب بالقضاء على المرض في خلال ثوان معدودة، وغيره يرفض أي تدخل جراحي ويتوعد ويهدد وغيرها من التصرفات التي لا يقبلها العقل ولا المنطق! فمثل هؤلاء يجب أن تتخذ بحقهم الإجراءات النظامية وعلى العاملين تقدير الوضع النفسي لمرافقي المرضى، فأعتقد أن لا أحد يرضى أن يشاهد مريضه يحتضر أو ينزف والعاملون يطلبون منه الانتظار حتى حضور الطبيب الذي قد لا يحضر إلا بعد فوات الأوان.



وفي الختام، أوجه تحية لجنود الصحة الذين يعملون في أقسام الطوارئ على مدار الساعة ويتعرضون لجميع أنواع المواقف، ولكنهم يواصلون السهر والتعب لخدمة أبناء الوطن.