عبدالله المزهر

الغول والعنقاء والوقت المناسب!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 14 يناير 2017

Sat - 14 Jan 2017

هل هذا هو الوقت المناسب؟ بالطبع لا، فالوقت المناسب لا يأتي أبدا، وكل الذين انتظروه وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف يقفون وحدهم، بعد أن غادر القطار والمسافرون الذين لن يعودوا.

وفي الغالب فإن الذين يتحججون بأن «هذا ليس هو الوقت المناسب» ليس في أذهانهم أي وقت آخر، وأن هذه الحجة أبدية سرمدية تصلح للاستخدام دون أن يكون هناك «وقت مناسب» يمكن فيه الكف عن استخدامها.



ثم إن استخدامها سهل جدا ومريح ولا يسبب أي تصادمات مع أحد، لأن هذه الحجة تعني ـ ضمنا ـ أنك مؤيد للفكرة أو للرأي أو المشروع ولكنك تختلف فقط في توقيته، فيما أنت في حقيقة الأمر لا تنوي الموافقة ولا الاقتناع.



وهذه الحجة الجميلة تستخدم في حالات محددة أكثر من غيرها، ولعل أكثر استخداماتها تكمن في حالتين، إما أنه ليس لديك حجة تقارع بها الحجة، وفي هذه الحالة أنت تدرك في قرارة نفسك أن رفضك للفكرة التي تعارضها ليس له مبررات، ولكنك تصر على التمسك به. في هذه الحالة لن تجد أفضل من «ليس هذا هو الوقت المناسب».



والحكومات والمسؤولون هم أكثر من يلجأ لهذه الحجة في هذه الحالة، فحين لا تريد حكومة ما أن تقر أمرا منطقيا وبديهيا وليس هنالك مبرر لرفضه تكون حجة «الوقت المناسب» وجاهزية المجتمع هي الأفضل والأكثر منطقية.



أما الحالة الثانية لاستخدام هذا العذر البليد والجميل فهي حين تكون أجبن من أن تصرح بسبب رفضك الحقيقي، لديك عذر تجده مقنعا ولكنك تدرك أنك لن تستطيع تحمل تبعات التصريح به، فتكتفي بالقول إن هذا ليس الوقت المناسب وستجد أنه مبرر رائع.



وأكثر من يلجأ لهذا العذر في هذه الحالة هم الناس الذين يعارضون قرارات حكومية، ولكنهم لا يريدون أن يظهروا كأشرار في نظر الحكومات. فالحكومات لا تكتفي بالدعاء على الأشرار.



وعلى أي حال..



كنت سأكتب السبب الذي دفعني لكتابة هذا المقال، ولكني رأيت أن الوقت غير مناسب، فأجلت الأمر إلى يوم يبعثون.



[email protected]