دخيل سليمان المحمدي

تويتر _ وتوتير _ الهاشتاقات

الجمعة - 13 يناير 2017

Fri - 13 Jan 2017

يعتبر «الهاشتاق» أو الوسم كما تم تعريبه عند البعض، جزءا من وسائل التواصل الاجتماعي أو من مكوناتها، ويمتاز بانتشاره لخارج حدود المتابعين للمرسل، ومن هنا تكمن أهميته وخطورته في الوقت نفسه. فهاشتاقات تويتر منصة خصبة وإبداعية إذا استخدمت بطريقة واعية وراقية لتعزيز الإيجابية.



ومما دعاني لكتابة هذا المقال هو ما شاهدته في الآونة الأخيرة من انتشار (الهشتقة) -إن صح التعبير - بأساليب وعبارات يندى لها الجبين لما تحمله من كذب وبهتان وإشاعات لا يصدقها عاقل. فللأسف الشديد هناك الكثير من خفافيش الظلام التي أساءت لهذا الطائر الأزرق اللطيف وشوهت صوت تغريداته بوطوطتها المزعجة بنشرهم للتغريدات التي لا هدف منها ولا مضمون، تحت أسماء غريبة ومعلومات أغرب، ليتناقلها المغردون ويروجوا لها من خلال إعادة التغريد «الريتويت» بما يدور حولها من نقاشات حامية، فيتحول الهزل إلى جد والجد إلى هزل، حتى أصبحنا نطالع وعلى مدار الساعة أخبارا مشاعة لا صحة لها ولا أساس، فقط تناقلها المجتمع وروج لها تحقيقا لهدف هؤلاء المغردين المغرضين الذين يقتنصون الفرص لإطلاق تلك التغريدات السلبية لتبرز أجواء التوقع والترقب، وعدم الاستقرار، وعندها يسود التوتر ويخيم على أفراد المجتمع مستغلين مجتمعنا الذي يعتبر من أكثر مجتمعات العالم متابعة وتفاعلا على برنامج تويتر.



إن المتابع لهذه الهاشتاقات قد ينجرف بتعليقاته دون أن يتثبت من صحتها أو مغزاها أو مصدرها، متوهما أنه يتوجب عليه الإدلاء برأيه وانتقاداته واقتراحاته حتى وإن كانت لا تعنيه، حيث إن معظم هؤلاء المغردين تمكنت منهم النظرة التشاؤمية لكل ما يجري حولهم فيتعاطون مع الأمر من هذه الزاوية فقط، ولا ننسى أيضا أن هناك صنفا آخر قد تشرب التعصب الأعمى لتوجهه الديني والسياسي والرياضي وربما المناطقي.



وعلى سبيل المثال ما شاهدته قبل أيام لهاشتاق يحمل مقطع فيديو مفبركا يتحدث عن رجل أمن سعودي ارتد عن الإسلام والعياذ بالله، والذي أستغربه هو سرعة قوة انتشار هذا المقطع الذي عندما تشاهده وتسمعه تكتشف الفبركة الواضحة للجميع، وهناك الكثير والكثير من الأخبار الواضحة والفاضحة بتزييفها وكذبها.



أخي المغرد بما أن برنامج (تويتر) أصبح سلاحا ذا حدين، ولأن الضابط فيما يطرح فيه هو أخلاقك في ظل عدم وجود رقيب أو حسيب، فعليك أن تكون ناصحا أمينا ولا تكن متصيدا للعثرات والزلات والأخطاء، ولا تجعل تغريداتك وسيلة للعن والتجريح والاستهزاء والسخرية والتطاول، ولا تجعلها وباء وإثما عليك يوم القيامة.



وما من كاتب إلا سيفنى

ويبقي الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بخطك غير شيء

يسرك في القيامة أن تراه