فواز عزيز

منافذنا الحدودية

تقريبا
تقريبا

الاثنين - 09 يناير 2017

Mon - 09 Jan 2017

قبل 5 سنوات حاولت أن أشرح لأصحاب السعادة المسؤولين عن منافذنا الحدودية البرية واقع حالها، فتمنيت في مقال أن أصطحب معي مدير عام الجوازات ومدير عام الجمارك في رحلة برية تمر عبر منفذين حدوديين في أطراف بلادنا، لنلتقط صورا تذكاريه في منافذنا وصورا مماثلة في منافذ الدول المجاورة بغرض الذكرى والمقارنة بحثا عن التغيير..!



كنت أحاول أن أقنع أصحاب السعادة المدراء بأن الصور أصدق وصفا من تقارير مسؤولي تلك المنافذ وأقوى تأثيرا من أي مقال أو تقرير صحفي عن حال منافذنا الحدودية، ولا أظن شيئا من الصور سيفاجئ المسافرين كما سيفاجئ مديري الجوازات والجمارك.. إذا أحسنت الظن بهم واعتبرتهم لا يعرفون واقع المنافذ..!



مضت الـ 5 سنوات، ولم يحقق أي من أصحاب السعادة أمنيتي، ولم يتغير حال منافذنا الحدودية رغم كثرة أعمال الترميم والتطوير فيها والتي غالبا ما تضايق المسافرين، لكنهم يتحملون طمعا بمستقبل أجمل.. لكن الحال الحاضر لم يختلف كثيرا عن الماضي..!



يظن البعض ممن لا يسافرون خارجيا بسيارتهم أنه من المبالغة أن تصف منافذنا الحدودية بالسيئة، لكنها حقيقة أمام الجميع من المواطنين والزوار والعابرين! منافذنا الحدودية سيئة من جميع النواحي ومن دون مبالغة: فهي سيئة في المباني التي لا تعرف الترتيب ولا التنظيم، ولا تدرك معنى النظافة وأهميتها، وهي سيئة في تعامل موظفيها مع المسافرين إلا ما ندر منهم، خلافا لموظفي منافذ الدول المجاورة الراقين في تعاملهم مع المسافرين، وهذا الكلام أقوله من واقع معايشة طويلة وسؤال كثير من المسافرين.



كنت كغيري شاهدا مرات كثيرة على تكدس المسافرين في منافذنا الحدودية مع الكويت والأردن والبحرين، وانسيابية العبور في منافذ تلك الدول رغم أن ذات المسافرين يعبرون المنفذين في ذات الوقت.

نعم.. نحن كسعوديين سنتحمل ذلك مكرهين لأنه وطننا، لكن العابرين والزائرين سترسخ في أذهانهم صور سلبية عن بلادنا رغم أنها لا تمثلنا ولا تصف بلادنا بدقة!



آخر ما يودعك في المنافذ الحدودية حواجز وخرسانات وأسلاك توحي لك بأن مسؤولي المنفذ يعتقدون أن كل مسافر ينوي الهروب منهم.



(بين قوسين)



للمعلومية ما تجنيه «الجمارك السعودية» سنويا من «الإيرادات الجمركية» يقدر بنحو 30 مليار ريال.