فواز عزيز

الوزير الملثم

تقريبا
تقريبا

الأربعاء - 04 يناير 2017

Wed - 04 Jan 2017

• حين صار غازي القصيبي وزيرا للصحة تحول إلى «نجم» وصل الاهتمام الإعلامي به إلى «الهوس»، فقال له الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين كان وليا للعهد، بصراحة «لا أرى في الجرائد شيئا غير أخبارك»، فرد غازي «خرج الأمر من يدي». ولم يكن يبالغ أو يكذب، كما يقول، بل كان يؤكد أن السحر انقلب على الساحر، لذلك قدم نصيحة للإداري «الناشئ» بأن الإعلام سلاح فعال، ولكنه ككل الأسلحة سلاح ذو حدين!

• تحول الوزير غازي القصيبي بسبب الشعبية إلى «أسطورة»، وهي التي تقوم على جزء يسير من الحقيقة وجزء كبير من الخيال. وبدأت «أسطورة الوزير» الذي يظهر في كل مكان ولا يهاب التعامل مع موظف «مدعوم»، وينتصر للمواطن المظلوم من الجهاز الظالم. وبدأ «غازي» يتلقى مكالمات وبرقيات من عدة مناطق ومدن تشكره على زيارة «الوزير الأسطورة» في ذلك اليوم لذلك المستشفى.. وهو لم يزر ولم يتفقد تلك المستشفيات في تلك الفترة. وبدأ الناس يتناقلون قصصا من الخيال عن وزير الصحة «الملثم» الذي يزور المستوصفات والمستشفيات ولا يخرج منها إلا بفصل المهملين والمقصرين، بينما غازي نفسه يؤكد أنه لم يدخل مستشفى أو مستوصفا وهو ملثم، كما يروي في كتابه «حياة في الإدارة»، الذي ذكر فيه أن حكاية «الوزير الملثم» أخذت تتكرر وتتكرر، ويعتقد -هو- أن أصلها يعود إلى أسطورة أخرى هي أسطورة الفارس الملثم!

• نجومية غازي القصيبي كانت أثناء توليه وزارة الصحة الذي لم يدم إلا سنة ونصفا، منها سنة بالنيابة.. وكنا نراها أفضل مراحله، لكنه يقول إنها أتعس فترات حياته، ولا يذكر يوما سعيدا من تلك الفترة، ويعيد ذلك لثلاثة أمور، هي: الخوف من المسؤولية، والمناظر اليومية الفاجعة، وألم القرارات الصعبة.

• تلك الفترة التي نراها أجمل فترات غازي القصيبي خلقت له جيشا من العداوات تستخدم كل الأسلحة ضده.. وفد يشتكي غازي عند الملك عبدالله حين كان وليا للعهد، ويتهمه بالعنصرية، ووفد من المثقفين يذهب إلى وزير الداخلية الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز ليطلب وقف طغيان وزير الصحة القصيبي!

• كل ما ذكر هنا ليس مما يروى عن غازي القصيبي، بل مما رواه هو عن نفسه في «حياة في الإدارة».



[email protected]