أحلامَنا يا ملكَنا... يا مستحيلًا ممكنا!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الاثنين - 02 يناير 2017

Mon - 02 Jan 2017

لا يكفي أن نقيم عشرات المتاحف؛ احتفاءً بكون المدينة المنورة عاصمة السياحة الإسلامية (2017)؛ فكل ثنيَّة من ثنيات الوداع، وكل وادٍ، وكل جبل، وكل مسجد، وكل زاوية، وكل جادة، وكل عجوة، وكل وردة، وكل ليمونة، وكل نعناعة، وكل قطرة ماء، وكل ذرة هواء، وكل ريشة نعام وسط مصحف، وكل تنهيدة عشق في مضارب (بني عذرة)، وكل فاصلة منقوطة في كتب السيرة، وكل دمعة تذرفها الذكرى، لا بد أنها تحمل شيئًا من أثر النبي الأعظم، فداه كل من يحاول حرمان الأجيال من نفحاته الزكية!



والفن في طيبة لم يغب لحظة عن هذه الأمجاد؛ لكنه اختطف وغيِّب، حتى عن هيئة السياحة والتراث الوطني؛ التي تقصر ـ ربما لأول مرة ـ تقصيرًا فادحًا لا يغتفر ولا يمكن تبريره؛ لا بالوقت، ولا بضعف الإمكانات؛ فقد كان أمامها (24) شهرًا كافية لاستثمار همة الشباب والكوادر الفنية، التي تنتظر الإشارة فقط؛ لخدمة عجوزنا الدرويشة المسكينة!!



هل كانت الهيئة غافلة عن المسرح؟ ولو اطلعت فقط على كتاب (الحركة المسرحية في المدينة المنورة) للدكتور (محمد إبراهيم الدبيسي) ـ نائب رئيس النادي الأدبي ـ لوجدت عشرات النصوص المسرحية التي تغرف من كنوز المدينة التاريخية!!



ولو استشارت الدكتور (شادي عاشور) ـ إسكندر المسرح السعودي المقدوني ـ لذابت نفسه وجدًا، وهو يرى المسرح حيًّا قائمًا يصرخ في كل مكان، وبأقل التكاليف: ما الذي يكلفه إعادة تمثيل المعارك في بدر، وأحد، والخندق، وخيبر، مقابل ما يمكن أن يجنيه من دخل؟



أما شقيقه (رامي عاشور)؛ فلو أعطي الفرصة لنذر من حياته (1438) عامًا على الأقل، يبدع فيلمًا سينمائيًّا (هوليووديًا)، كل (6) أشهر عن أمنا العظيمة!!

وأما الشعر فهو بالدواوين، وكان يكفي الهيئة أن تتيح الفرصة للملحن الفنان الرائع (تميم الأحمدي)، الذي قلنا عنه: «لئن مات رياض السنباطي في مصر؛ فلقد بُعث في المدينة»! وفي جعبته ألحانٌ جاهزة منذ عدة سنوات، كان (العشم) أن تنتجها الهيئة بهذه المناسبة، بصوت همس النعناع (طلال سلامة) أو كوكب الحجاز الأزهر (ابتسام لطفي)! وإذا كان المنظمون يتورعون عمَّا لم يتورع عنه سيدنا (عبدالله بن جعفر الطيار)؛ فليقيموا الحفلات الموسيقية خارج حدود الحرم!!



لم يكن ينقصنا سوى الإرادة، وما لم تأتِ في هذه المناسبة فمتى؟؟؟