شاهر النهاري

السعوديون وإحصائيات صناعة المجد

الجمعة - 30 ديسمبر 2016

Fri - 30 Dec 2016

تجولت في الموقع الالكتروني الخاص بالهيئة العامة للإحصاء، وتعرفت على كثير من البيانات والمعلومات المهمة التي كانت خافية عني؛ وعلى أساس موثق، ربما يساعدنا في التقليل من عمليات الرجم بالغيب فيما يهمنا كأمة سعودية موجودة ومؤثرة في صناعة التاريخ.



وقد أدهشني حقيقة أن يكون تعداد شعبنا السعودي فقط (20,064,970)، وهذا يتعارض مع ما في مخيلتي كليا، ومع ما نسمعه من أن شعبنا الحبيب يملأ الأرض طولها وعرضها، ولو صعدت للمريخ لوجدت سعوديا، يطبخ كبسة، ويتمنى تكميل أربعة البلوت، وربما يرتجل رقصة (قزوعي)!



وتبينت أن الكثافة السكانية بالنسبة لمساحة المملكة تبلغ (15.9) فردا لكل كيلو مربع، ولا أدري هل استثنيت منها الشبوك؟



وقد اتضح لي بأن نسبة الزيادة في نمو السكان لسنة 2016 قد بلغت (2.54%)، فعسى الله أن يباركهم ويسعدهم.



وقد حزنت بأن معدل وفاة الأطفال الرضع يبلغ (4.82%)، وهذه نسبة غير مريحة، رغم صغرها، وتحتاج من وزارة الصحة إلى جهود أكثر، في التثقيف، والتدريب، وفي طرق المعالجة، وبناء وتجهيز وتهيئة منشآتها الصحية، في المدن والأرياف، بنفس المستوى!



كما أدهشتني نتائج المسح الديموجرافي لعام 2016م، التي أثبتت أن تعداد سكان منطقة الرياض (8.002.100)، نسمة، فأدركت أسباب ازدحام الشوارع الدائم فيها، على مدى الساعة، وعرفت أسباب خلو بعض المدن والقرى من معظم ساكنيها!



وزاد عجبي بأن في مدينة الرياض عدد (3.422.530) نسمة فقط من الأجانب، فشككت أنه لم يتم إحصاء من يموجون في أسواق البطحاء!



وقد أقلقني أن نسبة الالتحاق الفعلي للأطفال بالتعليم الابتدائي تبلغ (97.90%)، مما يدل على أن هنالك نسبة بسيطة من الأطفال لا تزال تحرم من الدراسة، بأسباب يمكن لوزارة التعليم دراستها وتلافيها.

وأسعدني أن تكون نسبة الالتحاق الإجمالي بالتعليم الابتدائي (106.80%)، كدليل على وجود طموح لدى بعض كبار السن.



وقد وجدت أن نسبة السكان العاملين إلى غير العاملين تبلغ (38.3%)، وبالطبع فإن هؤلاء يحملون على أكتافهم عبء وتكاليف معيشة البقية البالغة (62.7%) من كبار السن والأطفال، أعانهم الله.

كما أحزنني أن بيننا نسبة بطالة تبلغ (5.7%)، ولو أني أشعر بأن نسبتهم ربما تكون أكبر، يا وزارة العمل!



وقد بلغ الرقم القياسي لتكلفة المعيشة في شهر نوفمبر 2016 (137.5)؛ وبلغ التغير في الرقم القياسي للمعيشة (التضخم)، لسنة 2015 (2.2%)، وقد صدقت ذلك، لصعوبة المراجعة، ولكن كلا منا يستطيع أن يشعر بما حدث في تلك الفترة، وكيف أن الأسعار تضخمت فيها بشكل لا يخفى يا وزارة التجارة.



كما بلغت نسبة المشاركة الاقتصادية للسعوديين في سنة 2016 (42%)، وهذا يدل على أن عمليات الرسوم المتزايدة، وعمليات تشجيع الشركات الضخمة، ومعادلتها بمؤسسات الأفراد في جميع المتطلبات، جعلت الكثير من أصحاب الأعمال التجارية البسيطة يهربون من السوق، ويتركونه للهوامير القادرين، يا وزارة التجارة.



أتقدم بالشكر للهيئة العامة للإحصاء، وأعدها بالعودة للكتابة ثانية، فما أجمل الشفافية، وما أروع أن تتطور إحصاءاتها مستقبلا، وأن تتعمق لتشمل جميع شؤون حياتنا؛ وهذا هو العمل الأساسي، الذي تعتمد عليه الدول المتقدمة، لدراسة احتياجاتها، ومعالجة أمورها، والترقي بأوطانها وشعوبها، والتمكن من رسم الرؤى الجديدة، وتنفيذها.



[email protected]