أحمد الهلالي

تعرية الفاسدين واجب وطني!

الجمعة - 30 ديسمبر 2016

Fri - 30 Dec 2016

النزاهة وما أدراك ما النزاهة، هذا المصطلح كثير الدوران في إعلامنا على نطاقات واسعة، وفي المجتمع حين شعر ببطء عجلة التقدم، فلسان حال التنمية التي يرصد لها المليارات الضخمة يطابق تماما المثل الشعبي (ينفخ في قربة مشقوقة)، فقد أحدث الفساد شقوقا عميقة في جسد التنمية، تتسرب منها معظم الجهود والنقود والبنود، وها هي البلاد لما تزل تحاول ترتيق فتوق الفاسدين في جسد التنمية.



في ندوة جامعة الطائف (قصة النزاهة في المملكة) حاضر معالي المؤسس للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الأستاذ محمد الشريف، وتحدث عن الفساد بأنواعه ومساراته المتعددة، وتحدث بشفافية عن غياب (التشهير) بالفاسدين الذين تثبت إدانتهم قطعا بممارساتهم، وتمنى على الأقل (نشر الأحكام) القضائية الصادرة بحق الفاسدين، وهو جزاء مستحق ـ في نظري ـ للفاسد؛ لأنه خان الأمانة، ولم يتب إلى الله ويسلم من تلقاء نفسه ما سرق وما عطل، بل كشفته الأجهزة الرقابية، ولو لم تكشفه لاستمر دون اعتبار للدين والوطن والضمير.



النزاهة تعني (التعفف)، ومن يتلو قول الله تعالى (والله لا يحب المفسدين)، ويحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما) وغيرها من النصوص الدينية المباشرة في عدد من جوانب الفساد، ولم تردعه، فلا سبيل إلى ردعه إلا بقوة الرقابة، وصرامة النظام في تطبيق العقوبات المستحقة، وكل العقوبات من تشهير وغيره وتبعاتها هو المتسبب فيها، فمن لم يخف ربه ويراع مصلحة الوطن ومواطنيه، لا يستحق (أيا كان) أن نراعي مصالحه التي ستتضرر جراء تطبيق العقوبات الرادعة.



إنشاء الملك عبدالله ـ يرحمه الله ـ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) اعتراف رسمي مباشر بتفشي الفساد، وكذلك اعتراف سمو ولي ولي العهد في لقاء قناة العربية إبان عرض رؤية 2030 يأتي في ذات السياق، وما دام الاعتراف الرسمي الشفاف موجودا، واللوائح المجرمة لممارسات الفاسدين موجودة، فلا جرم أن يكون التشهير ونشر العقوبات إعلاميا حاضرا بقوة، لزيادة نسب الشفافية في التعاطي مع هذا الملف المهم (جدا) في مسار توجه الوطن إلى 2030، فإن كانت سرعة توجهنا إلى تلك الغاية 50% فإن الفساد سيجعلها 20%، وإن زدنا من فعالية القوانين والعقوبات بحق الفاسدين، ودعمنا الأجهزة الرقابية، فإن سرعتنا إلى 2030 ستتضاعف عن سرعتها الحالية، وهذا ما نرجوه ونأمله. والله بصير بالعباد.



[email protected]