التنسيقية تكرم المميزين أم المتميزين؟

لم نعد نعرف ما إذا كانت الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف تسير في أعمالها وفقا للنظم والإجراءات، أم إن اللوائح والقرارات التي أقرتها وزارة الحج والعمرة، حفظت داخل الأرشيف القابع بالبدروم بعد أن أزيلت موادها، فما نراه ونسمعه من إجراءات تسير عليها بعض المؤسسات يجعلنا نسأل وسنظل نسأل حتى تأتي الإجابة التي لن تأتي، لأنها لا تحمل عملا منفذا بقدر ما تحمل قولا منمقا.



وما ظهر مؤخرا عن اعتزام الهيئة إقامة حفل يقال إنه لتكريم المتميزين، فيما تؤكد الحقائق والشواهد أنه لتكريم المميزين -أي المقربين- وهذا ما طرح أكثر من سؤال حول مدى مشروعية هذا الحفل، خاصة وأنه تحول من حفل تكريم لمن قدموا أعمالا يشكرون عليها إلى حفل يعتمد أولا على مجاملة من يحظى بالاهتمام والعناية، ففقد الحفل مساره الذي حدده معالي وزير الحج -الأسبق- الدكتور محمود سفر، يوم كان الحفل يتضمن تكريم موظفي الوزارة المحالين للتقاعد، إضافة إلى عدد من العاملين بالوزارة المميزين في خدماتهم خلال موسم الحج، ومنسوبي مؤسسات أرباب الطوائف ومؤسسات وشركات حجاج الداخل، وكانت عملية التكريم تتم وفقا لمعايير خاصة معدة من قبل لجنة داخل الوزارة كان يرأسها معالي الدكتور محمد صالح بنتن وزير الحج والعمرة الحالي حينما كان وكيلا مساعدا لوزارة الحج.



وهنا أود أن أسال السادة رئيس وأعضاء الهيئة التنسيقية، كيف تسعون لإهدار أموال من وضعوا ثقتهم فيكم بإقامة حفلات تجاملون فيها هذا وذاك؟ وكيف تسمحون لأنفسكم أن تحولوا حفل التكريم من متميزين إلى مميزين؟ وهل يعقل أن تكون مؤسسة ليست لديها لجنة نسائية أو قسم نسائي تسعى لتكريم مطوفة معتبرة إياها متميزة في الخدمات؟ فأي خدمات قدمتها هذه المطوفة ليتم تكريمها؟ وهل كان عملها تطوعيا أم بمقابل؟ وان كان تطوعيا فلماذا لم يتم الإعلان عنه؟ أم إن التطوع انحصر لها دون سواها؟ وإن كان بمقابل فلماذا لا يفسح المجال لغيرها للعمل؟



وإن كان هناك متميزون في خدماتهم لحجاج بيت الله الحرام فما هي الخدمة المميزة التي قدمت من قبلهم للحجاج؟



إنني على علم بأن هناك بعضا من مكاتب الخدمات الإضافية داخل مؤسسات الطوافة يهمها أن تنال هذا التكريم لتجعله علامة دعائية لها فتقدم ما يمكن تقديمه للحصول عليه، ومكاتب أخرى تناله من باب القرابة والصداقة والزمالة كحال بعض المستشارين الذين منحتهم إحدى المؤسسات مكافآت مالية تجاوزت الخمسين ألف ريال لأنهم أعضاء مجلس إدارة سابقين، ومن باب وفاء الرئيس لهم عينهم مستشارين ولم يطالبهم بأي عمل تقديرا لهم.



وأقول لمعالي الوزير الذي سيرعى الحفل إن كانت الوزارات والمؤسسات الحكومية تعمل على تقليص النفقات والحد من المصروفات وإلغاء الحفلات فكيف يسمح معاليكم للهيئة التنسيقية بإهدار أموال المطوفين وغيرهم؟