بسام فتيني

البترول الأصفر هل من مكتشف؟

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاحد - 18 ديسمبر 2016

Sun - 18 Dec 2016

منذ سنوات طوال ونحن نعتمد على النفط كمصدر أساسي للدخل، وفي سنوات الطفرة كانت عوائد النفط اللبنة الأساسية للتوسع والبناء والتركيز على بناء الطرق والجسور وإنشاءات البنى التحتية للمدن الكبرى، وما زال بعضها يعمل بكفاءة حتى اليوم، لكن ماذا عن مرحلة ما بعد النفط؟ هل أرضنا لا تحوي سوى ثروة النفط؟



بالتأكيد الجواب لا، ولذلك وجب علينا اليوم أن نقف في وسط صحراء النفود ثم الربع الخالي لنقول للشمس تعالي وتعالي تعالي! فالطاقة الشمسية مثلا للمساحات الصحراوية الرملية الذهبية لم يتم استغلالها بعد، وهنا دعوني أدعوكم للبحث في العم قوقل والاستمتاع بمشروع اسمه (مصدر)، وهو بالمناسبة لا يقع في دول الإبهار الأوروبي أو الأمريكي بل بجوارنا وبالقرب منا، وأنا هنا استشهد بهذا المشروع لأنه نموذج عملي قائم وحقيقي للأفكار المستدامة التي تعزز مفهوم تعدد مصادر الطاقة، ومن ثم الدخل وهو ما أرمي إليه كمقصد استشهادي، لذا أتمنى من الجهات ذات العلاقة ولعل أولى هذه الجهات التي عليها تبني مشاريع خلاقة في مجال الطاقة هي مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة.



وبالمناسبة تم إنشاء هذه المدينة في الثالث من جمادى الثانية عام 1431، علما أنها جاءت بعد توصية لجنة وزارية شكلت آنذاك، وفي ضوء ما ورد في محضر اللجنة المشار إليها من أن الاستخدام السلمي للطاقة الذرية سيمكن الدولة من استشراف حاجة المجتمع والتخطيط لتلبيتها بشكل دقيق ومدروس يزيد من معدل التنمية، ويعطي المملكة القدرة المعرفية حسب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنظم الاستخدام السلمي للطاقة ويوفر المواد الضرورية للاستخدامات الطبية وفي المجال الزراعي والصحي والاحتياجات الوطنية.



ولذلك ورد في المادة الثالثة من نص نظام إنشاء المدينة بأن تهدف المدينة إلى المساهمة في التنمية المستدامة في المملكة، وذلك باستخدام العلوم والبحوث والصناعات ذات الصلة بالطاقة الذرية والمتجددة في الأغراض السلمية، وبما يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة في المملكة، وتقوم المدينة بدعم ورعاية نشاطات البحث والتطوير العلمي وتوطين التقنية في مجالات اختصاصاتها وتحديد وتنسيق نشاطات مؤسسات ومراكز البحوث العلمية في المملكة في هذا المجال، وحقيقة ما زلنا نتطلع.



ومنذ ذلك الحين ونحن ننتظر مخرجات هذه المدينة ومساهمتها في فتح آفاق جديدة لمصادر الدخل والتنمية لخزينة الدولة، وأذكر جيدا ما ورد في المادة السادسة عشرة لإنشائها من تسهيلات واضحة وصريحة كان نصها (تعفى المدينة من جميع أنواع الضرائب والرسوم الجمركية على المعدات والآلات التي تستوردها خصيصا لنشاطها العلمي).



أختم بسؤال للقائمين على هذه المدينة (الأمل) وأقول لهم ما آخر الأخبار؟