عبدالله المزهر

اعقل أيها العالم قبل أن أغادر!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 17 ديسمبر 2016

Sat - 17 Dec 2016

أنا واحد من كثيرين جدا ـ قد يكونون أغلب سكان الأرض ـ ممن أيد وتعاطف مع الربيع العربي، وأنا واحد من قلائل ما زالوا يسمونه كذلك دون أن يكون مسبوقا بعبارة «ما يسمى».



وأرجو ألا يظن أحد أن تأييدي يعني أني كنت من ممولي أو مخططي ثورات الربيع العربي، فالتأييد والتعاطف الذي أعنيه يشبه تعاطفي مع فريق ليفربول الإنجليزي، أفرح له وأتمنى أن ينتصر، لكن تعاطفي وتأييدي لا يعني أي شيء على أرض ملاعب الإنجليز، كل ما في الأمر أني أزعج أهلي بصراخي وشتائمي حين أتابع المباريات على التلفزيون.



والنتائج الكارثية التي انتهى إليها الربيع العربي حتى الآن لم تغير رأيي فيه، وأعتبرها دليلا على حتمية حدوثه وليس العكس.



وفي سوريا ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ فإنه لا يمكن تجريم ثورة شعب ضد حاكم أفعاله هي ما ترون وتسمعون. واتهام الثورة بأنها سبب ما يحدث الآن في سوريا فيه تبرئة لمجرم سفاح قاتل جبان ونذل.



ومن المعيب تحميل العين المفقوءة مسؤولية عمل المخرز الذي فقأها.



وتحميل الربيع العربي سبب النكبات والكوارث الحالية، دون تحميل أي جزء من مسؤولية الوضع الحالي لمن أفسده، أو اختطفه أو ركب موجته لغايات غير غايات الربيع نفسه، أمر يصبح معه من السذاجة افتراض النوايا الحسنة.



والذين أضروا الربيع العربي كثر، لكن أكثرهم ضررا إما بشكل مباشر أو باستخدام الآخرين لهم هي «الفصائل» التي تنمو كورم سرطاني خبيث في كل مكان يريد أن يتنفس الحرية.



في سوريا وليبيا ـ وهما أكثر من تضرر من إنفلونزا الربيع ـ فإن عدد الفصائل أكثر من عدد السكان، وهذه الفصائل المؤذية التي تشوه الثورات والدين، لا تفسد الحياة فحسب، بل تحول مجرد الأمل في الحياة إلى وهم.



وعلى أي حال..



سينتهي كل هذا وستكون الحياة أجمل، هذا يقين لا شك فيه ولا ريب، وكل ما في الأمر أني أريد أن يحدث وأنا موجود، لأني ـ كما تعلمون ـ لست مهتما كثيرا بحدوثه بعد أن أكف عن الوجود!



[email protected]