دخيل سليمان المحمدي

معالي الوزير.. هل أعددتم البديل؟!

الجمعة - 16 ديسمبر 2016

Fri - 16 Dec 2016

في تصريح أعتبره الأول من نوعه، تحدث وزير العمل والتنمية الاجتماعية مناديا بتقليص نسبة القبول في الجامعات إلى 50% لتشتعل على صداه تغاريد (الهاشتاقات) تعليقا واستنكارا لهذا التصريح الذي جاء وكأنه ذاك الجلمود الصخري الذي سقط من أعلى قمة جبلية محدثة دويا مزعجا ومخيفا، كيف لا؟ والمتحدث يمثل أعلى سلطة تنفيذية في هذا الشأن الذي يهم ويهتم به شبابنا خاصة بعدما فتكت البطالة بأحلام الكثيرين منهم أشد فتك، وما التحاقهم بالجامعات إلا للبحث عن مضاد ربما يمنعهم من وباء البطالة الفتاك، وللحصول على رخصة تؤهلهم للبحث عن وظيفة.



الموقرة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، تعلمين كغيرك من الوزارات أن الطالب دائما يبحث عن ضمان وظيفته بعد تخرجه قبل أن يختار وجهته وتخصصه، فمتى ما وجد المكان الذي يوفر له الوظيفة توجه إليه، والكليات العسكرية خير برهان لما نشاهده من إقبال يفوق الجامعات، وذلك يعود لضمان الوظيفة بعد التخرج. فإذا كنت تطالبين بتخفيض نسبة القبول بالجامعات عليك أن تؤمنين لهم البديل، وأعني بالبديل هنا ليس فقط التوجيه والمطالبة بالتوجه إلى معاهد وكليات التعليم المهني بل لا بد من تأمين الوظيفة بعد التخرج برواتب مجزية، فإذا لم يكن ذلك فعلينا ألا نطالبهم بالتنازلات دون أن نوفر لهم الخيار الأمثل والأفضل، فالواقع الذي نعيشه لا يخدم طلب سيادتكم.



وأتمنى أيضا أن نستفيد من تجارب الدول الأخرى في هذا الشأن فمثلا في سنغافورة نسبة الالتحاق بالمعاهد الفنية تصل لحوالي 79% حسب إحصاءات 2012. وبذلك نجد أن الإقبال ضعيف نسبيا من الطلبة في سنغافورة لإكمال دراساتهم وذلك لوضعهم الاقتصادي، حيث يتقاضى المتميزون من خريجي المعاهد والكليات الفنية ما يقارب ضعفي ونصف ما يتقاضاه الحاصلون على درجة الدكتوراه في التعليم الجامعي. ربما يصعب نقل التجربة السنغافورية كاملة لأننا نحظى بتعداد سكاني كبير إلا أن ذلك لا يمنع الاستفادة منها وتكييفها بما يتناسب مع الاحتياجات المحلية.



لعلنا نستفيد من ذلك التنسيق بين وزارة الخدمة المدنية والجامعات بربط أعداد الطلاب بالخطط المستقبلية، ورفع كفاءة المعاهد الفنية وتقديم الحوافز والضمانات الوظيفية لخريجيها لاستهداف العدد الأكبر من خريجي الثانوية. وبعد الاطمئنان على مخرجات معاهدنا نقوم بمنع استقدام الأيدي العاملة إلا في حال وجود مشاريع تتطلب ذلك.



وأخيرا فإن النتائج أثبتت بأنه عندما تتوفر بيئة العمل الجيدة والرواتب المجزية ستجد شبابنا فاعلين ومتفوقين.