خطب الجمعة

السبت - 10 ديسمبر 2016

Sat - 10 Dec 2016

u0645u0635u0644u0648u0646 u0641u064a u0635u062du0646 u0627u0644u0637u0648u0627u0641 u0628u0627u0644u062du0631u0645 u0627u0644u0645u0643u064a u062eu0644u0627u0644 u0627u0644u062eu0637u0628u0629 u0623u0645u0633 (u0648u0627u0633)
مصلون في صحن الطواف بالحرم المكي خلال الخطبة أمس (واس)
المجتمع الناجح



«من أهم سمات المجتمع الناجح المتكامل أن يكون في بنيانه متماسكا، تجمعه لبنات مرصوصة تمثل حقيقة أفراده وبنيه، لا تختلف فيه لبنة عن أخرى، ولا فرق فيها بين ما يكون منها أسفل البناء أو أعلاه؛ لأن البناء لن يكون راسيا يسند بعضه بعضا إلا بهذا المجموع، ومتى كان التصدع أو الإهمال لأي لبنة من لبناته فإنه التفكك والانفطار ما منه بد، وإذا لم يكن المجتمع بهذه الصورة فإنه يأذن لنفسه بالنفرة والتفرق، ويمهد الطريق لمعاول الأنانية والأثرة وعدم الاكتراث بالآخرين، ويأتي هنا دور المجتمع المترابط المتماسك، حينما تذكى بين جنباته روح العمل التطوعي الذي يعد ركنا أساسا من أركان رأب صدع الشعوب المادي، والاجتماعي، والغذائي، والأمني، والفكري، وغير ذلكم من الضرورات والحاجيات والتحسينات، والمجتمع الناجح الكريم البار هو من لا ينتظر أحدا يقول له أعطني؛ لأن يده تسبق سمعه، وفعله يغني عن قوله، وما أحوجنا جميعا في هذا الزمن الذي كثرت فيه الحروب والكروب والمدلهمات، وطالت نيرانها إخوة لنا في الدين، سقوفهم قد وكفت، وجدرانهم قد نزت، لا تكاد تمنع عنهم بردا ولا بللا. في سوريا، وفي بورما، وفي غيرهما من بلاد المسلمين ما يستدعي شحذ الهمم، وإذكاء العمل التطوعي بكل وجوهه وصوره، وعلى رأسها شريان الحياة الذي هو المال».





سعود الشريم - الحرم المكي



مصلون في صحن الطواف بالحرم المكي خلال الخطبة أمس (واس)
مصلون في صحن الطواف بالحرم المكي خلال الخطبة أمس (واس)







أصول العقيدة



«إن التغير سنة الحياة التي لا ثابت فيها صحة ومرض، ارتفاع وانخفاض، عز وذل، جوع وشبع، فقر وغنى، زواج وطلاق، أمن وخوف، حزن وفرح، وتقلبات اقتصادية، هذه المتغيرات سنة الحياة التي لا مفر منها ونقرؤها في أحداث التاريخ على مدى العصور، وعندما تتغير الحياة على نحو سلبي تستدعي النفس الهزيل مشاعر الحزن والألم والتشاؤم التي تضعف همتها وتقعدها عن السير في الحياة بجد ونشاط، فمن أصول عقيدة المسلم الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره واليقين بأن الأمر والتدبير لله عز وجل، وأن تغيرات الحياة شأن رباني لا يحيط به البشر، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، والإيمان بالقضاء والقدر لا يعني الاستسلام لأسر الواقع والركون إلى روتين الحياة والرضا باليأس والتثبيط، بل يقتضي الإيمان بالقضاء والقدر دفع الأقدار بالأقدار، والأخذ بالأسباب بصبر وثبات والعمل على تغير الحال نحو الأفضل».



عبدالباري الثبيتي - الحرم النبوي



مصلو الجمعة في طريقهم للمسجد النبوي (مكة)
مصلو الجمعة في طريقهم للمسجد النبوي (مكة)