الوحدة يخرج عن المألوف

ما زال الاعتقاد السائد لدى كثيرين أن مهام ومسؤوليات الأندية الرياضية منحصرة في الألعاب الرياضية الجماعية منها والفردية، ولا ينبغي أن يكون للأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية وجود بها، وأدى هذا الاعتقاد إلى حصر أنشطة الأندية على الألعاب الرياضية، خاصة كرة القدم التي شغلت الكثيرين واعتبروا أن تنفيذ أي برنامج آخر يعد خروجا عن المألوف.



وإن كان الخروج عن المألوف أحيانا ذا جدوى فلماذا لا نطبقه ونرصد نتائجه، ولنا في نادي الوحدة خير مثال فهو من أوائل من خرج عن المألوف وثبت نجاح خروجه، فكان خروجه الأول من خلال برنامج خدمات المعتمرين خلال شهر رمضان المبارك الماضي الذي نفذته لجنة المسؤولية الاجتماعية بالنادي، ويومها سجل النادي الأسبقية كأول ناد سعودي يقدم خدماته للمعتمرين، أتبعه برنامج المعايدة الذي نفذ بعد صلاة عيد الفطر المبارك الماضي، وفي موسم الحج برز النادي بدور فاعل أيضا بخدماته للحجاج بزيارات منسوبيه من لاعبين ومدربين وإداريين للحجاج المنومين بالمستشفيات.



وخلال الأسبوع الماضي أقام النادي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن مقرن بن عبدالعزيز، عملا ثقافيا وعلميا راقيا بتنظيم أول ندوة علمية يقيمها ناد رياضي تحت عنوان «الملوثات البيئية داخل ملاعب كرة القدم»، والتي شهدت مشاركة نخبة من المتخصصين في المجالين البيئي والرياضي وحضورا مشرفا من أبناء مكة المكرمة.



ولعل خدمة المجتمع هي ما جعلت أخي العزيز وصديقي الوحداوي الوفي الدكتور فهد عبدالكريم علي تركستاني الأستاذ المشارك بكلية العلوم التطبيقية بجامعة أم القرى، أن يسعى لبلورة فكرته ويعمل على تنفيذ هذه الندوة داخل أروقة نادي الوحدة ليكون الوحدة أول ناد سعودي يقيم مثل هذه الندوة العلمية، رغم ما تلقاه من مغريات مالية من أندية كبرى كان هدفها إقامة الندوة داخل أروقتها، لكن أصرار المكي الوحداوي أبى ذلك، فشكرا دكتور فهد تركستاني على هذا، وان لم تنل حقك كما ينبغي فيكفيك محبة من شاركوا وحضروا.



وكانت أمنيتي أن تحظى هذه الندوة بما كانت ستحظى به في الأندية الأخرى، وأن يسعى مجلس الإدارة لتوجيه الدعوة لرجالات مكة المكرمة وأعيانها، خاصة وأنها تقام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن مقرن بن عبدالعزيز والعمل على إبرازها إعلاميا بشكل يليق بمن شارك بها وحضرها، ومن بينهم من تكبدوا عناء السفر ومشقته كالمهندس سلمان النمشان وهو الشخصية الرياضية التي قدمت للرياضة السعودية الكثير.



ومن الواجب أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، ولا بد أن يعي الجميع أن نادي الوحدة ناد رياضي يمتلكه أبناء مكة المكرمة جميعهم، ولم يخصخص بعد ويتحول إلى ملك خاص لشخص أو أشخاص، ومجلس الإدارة برئيسه ونائبه وأمين عام النادي هم أشخاص يمثلون النادي ويعملون على خدمته وخدمة رواده وخدمة المجتمع.



ولأمين عام نادي الوحدة الأستاذ باسم منقل أقول ليتك تدرك من هو الدكتور فهد تركستاني وما هي مكانته العلمية والاجتماعية داخل المملكة وخارجها، وحينها فقط ستعرف بأن وجوده داخل النادي منظما أو مشاركا أو حتى حاضرا يشكل مكسبا قويا للوحدة، وكنت آمل أن تكونوا السباقين في دعم الندوة وتوظيف العلاقات العامة والإعلام بالنادي للحديث عنها بدلا من تلك الكلمات التي قيلت.