حنان المرحبي

مبتعثو الخارج ورؤية المملكة 2030

الاحد - 27 نوفمبر 2016

Sun - 27 Nov 2016

التعليم أحد أهم المقومات التي تمكن الإنسان من لعب أدوار فاعلة على كافة الأصعدة، بدءا من الشخصية، الأسرية، الاجتماعية، الاقتصادية والوطنية. وقد حرصت رؤية المملكة 2030 على الاستثمار في هذا الجانب الحيوي لبناء أثمن موارد هذا القرن وهو الإنسان عالي المهارات.



تحديات اليوم تتطلب منا لعب أدوار جديدة، وقد يكون المبتعث من بين الكفاءات البشرية الأكثر جاهزية من حيث المهارات والتجربة الدولية والطرق العلمية لتحويل تلك التحديات إلى فرص مستقبلية واعدة. لدى المبتعثين الإمكانات البحثية وفرص تنمية المهارات وبناء الشخصية المهنية في أكثر بيئات الأعمال تنافسية، وهذه المزايا مدخلات أساسية لتحويل الرؤية 2030 إلى واقع ملموس وتعجيل النتائج.



وتحويل الرؤية إلى واقع ملموس يتطلب منا أولا التعرف على نقاط القوة التي نملكها والتي من خلال تنميتها نستطيع أن نخلق لأنفسنا أدوارا اجتماعية واقتصادية رائدة تدعم جميع المحاور التي جاءت بها الرؤية (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح). ويتطلب أيضا أن ندرك جيدا إلى أين يتجه الوطن، وكيف ستوزع طاقاته وموارده، وفي ماذا، ذلك سيمكننا من كشف مواقعنا الريادية المستقبلية وتخطيط أدوارنا الفاعلة.



نحن أمام تحد كبير. فخلق تلك الأدوار وتوليد الفرص والمشاريع الناجحة مهمة تتطلب عقولا واضحة الرؤى وقدرات قيادية متفوقة، تستطيع تحديد أهداف كبيرة، تجمع وتوحد الجهود، تؤكد على الاحترافية، توفر الدعم والبيئة الإيجابية والجاذبة لاستقطاب ذوي المهارات العالية والطاقات الشابة، وأيضا تستطيع أن ترفع مستوى الأداء والإنجاز إلى المستوى الذي يصب في بناء مشاريع منافسة (سواء ربحية وغير ربحية).



تفتح بيئة الأعمال التطوعية المجال لكل من يبحث عن تنمية الذات وكشف الفرص. وتعد الأندية الطلابية التي يحرص المبتعثون على إنشائها واستمرارها (سواء توفر الدعم المادي أم لم يتوفر) خير دليل على الروح الحية والرغبة الطموحة التي يحملونها. من خلالها يوحدون الجهود ويتولون أدوارا ينمون من خلالها ذواتهم، ويوسعون مشاركاتهم الاجتماعية، ويستثمرون طاقاتهم وإمكاناتهم المعرفية في بناء أعمال احترافية عظيمة الأثر. وقد ظهرت مبادرات طلابية متميزة لجعل الأنشطة التطوعية متوائمة مع تطلعات الوطن. #رؤية_مبتعث هي أحد النماذج الواعدة التي أنشأها فريق من الطلبة السعوديين في ملبورن، وهي تجسد الروح والطموح اللذين يحملهما المبتعثون للسير وفقا للاتجاه الذي حدده الوطن، وربط الإمكانات التي يتمتع بها المبتعث وإسهاماته بالرؤية.



اليوم، نحن بحاجة إلى استغلال وتسخير هذه الجهود والأنشطة واستثمار حماسة منظميها لصنع الأدوار الجديدة التي تتواءم مع تحديات الوقت الراهن. ونحن بحاجة إلى أن نجعل آمالنا وطموحاتنا كأفراد ومجموعات متوافقة مع المسار الذي اتخذه الوطن لنخطو الخطوات وفقا لآماله الكبيرة والتي وعدتنا بأن تحقق آمالنا الفردية.



رؤية المملكة 2030 رسمت لنا الخطوط، حددت لنا التحديات، وضعت الأهداف، وبقي علينا أن نكتشف الأدوار التي تصنع من تلك التحديات الفرص.



من خلال رؤية المملكة 2030 نستطيع أن نكشف نقاط القوة فينا وننميها إلى المستوى الذي يتلاءم مع الفرص التي ستخلقها لنا. رؤية المملكة 2030 قدمها المسؤولون لنا في لغة سهلة يفهمها الجميع: المربي، المعلم، الطبيب، المهندس، الاقتصادي، الفني، النفسي، الاجتماعي، الباحث.



فلنبحث عن الدور الذي نستطيع القيام به لنحول آمالنا إلى واقع ملموس في إطار وطن طموح.

[email protected]