صالح العبدالرحمن التويجري

وآخرتها معكم يا مسيبي إبلكم

السبت - 26 نوفمبر 2016

Sat - 26 Nov 2016

منذ أسابيع نشرت صحيفة عاجل الالكترونية خبرا يتعلق بالإبل السائبة، وذلك حينما ألقي القبض على صاحب إبل تسببت إبله بقتل سائق مركبة بعمر الـ58 عاما، وبفضل من الله قبض عليه بالجرم المشهود بعد إزالته الوسم الخاص بها، والهروب من الموقع بـ «سامودة».



ومن المحزن والمؤلم أن سبقت هذا الحادث عدة حوادث أخرى؛ ومنها ما نشرته عاجل بتاريخ 18 محرم عن أن قطيعا من الإبل تسبب بحادث تصادم مروري بجازان، أصيب بسببه اثنان من قائدي السيارات، وبتاريخ 17 محرم تسببت بقتل معلم وإصابة زوجته في أول يوم دراسي على طريق حائل والعلا، وبتاريخ 4 محرم قتلت ثلاث نساء وأصيب السائق وامرأة رابعة بسبب تصادم سيارتهم بجمل سائب على طريق الرياض والحوطة.



تلك حوادث من عشرات الحوادث التي ذهب ضحيتها آباء وأمهات وأبناء وبنات، فأصبح أطفالهم في عداد الأيتام، وتلك الحوادث مرت مرور الكرام وسجلت على متسببين مجهولين، وبالطبع لن يعرف - بل مستحيل أن يعرف - أصحاب تلك الإبل لأنهم حالما يسمعون خبر تسبب جمالهم في قتل أناس آمنين مطمئنين يهرعون في الحال إلى جمالهم تلك؛ لإزالة الوسوم منها حتى لا يوصل إليهم فيحاسبون، ضاربين بالأوامر والتعليمات الخاصة بتسييب الإبل عرض الحائط، إضافة إلى أن الرحمة نزعت من قلوبهم فلا يغيثون مصابيهم أو حتى يبلغون عنهم حتى لا يكون ذلك سببا في القبض عليهم، ومثال ذلك ما فعله صاحب جمل حادث سامودة، فلو ألقى نظرة على الضحية وعمل ما يميله عليه ضميره لربما أنقذه من الموت، «اللهم أزل عن قلوبنا قساوتها».



ومنذ أكثر من عشرين سنة لم أقرأ أو أسمع أن صاحب إبل تسببت إبله بحادث قبض عليه، سوى صاحب جمل سامودة فلعل هذا الحادث يكون بداية لملاحقة أصحاب الإبل السائبة، وعلى الرغم من صدور أوامر من وزارة الداخلية منذ أكثر من خمسة عشر عاما بضرورة تسجيل الإبل وأصحابها لدى إمارات المحافظات، ولصق أشرطة فسفورية عليها تعين أصحاب المركبات على التنبه إليها ومحاولة تجنبها، إلا أن هذه الأوامر لم تجد أذنا صاغية، مما يدل على تفاهة حياة الإنسان لدى أصحاب تلك الإبل، وفى مقابل هذا يا ويل من يصيب جملا ويمسك به صاحبه فسيشبعه جلدا كما حصل العام الماضي مع سائق التريلا الباكستاني، «ما أعجبك يا ابن آدم».



ختاما، متى ستوقف تلك المسرحيات، وتدب الرحمة إلى قلوب أصحاب الإبل السائبة الذين كثيرا ما تسببوا بمئات الحوادث فيتموا أطفالا ورملوا نساء وأقفلوا بيوتا وأشغلوا أسرة المستشفيات بالمصابين والمعاقين.. وأخيرا أتمنى أن تقوم وزارة الداخلية وأمراء المحافظات بالتوجيه بملاحقة تلك الإبل السائبة، ومحاسبة أصحابها.. والله المستعان.