عبدالله محمد الشهراني

ما زال عالم الطيران.. ورقيا

الأربعاء - 23 نوفمبر 2016

Wed - 23 Nov 2016

كنت كأغلب الناس متفائلا بانتهاء عصر الورق في عالم الطيران بحلول عام 2010، وها نحن ندخل عام 2017 وما زال الورق أمرا ضروريا في مواقع كثيرة في المطارات، وبين الإدارات التشغيلية لبعض شركات الطيران. أمر غريب حقا إذ تعتبر صناعة الطيران عالما متقدما تقنيا وإداريا، إلا أن الخطوة التي توقفت عندها أغلب شركات الطيران ولم تتجاوزها بعد هي التذكرة الالكترونية.



شخصيا وللمرة الثانية يطلب مني موظف الكاونتر نسخة من حجز الطيران، إذ تعتبر تلك الشركة إحدى العشر الأول في التصنيف العالمي، ونسمع عن شركة طيران أخرى تعطل فيها النظام (السيستم داون) فيرفض موظفو الصالة إصدار بطاقة صعود الطائرة يدويا لمن ليس لديه حجز أو تذكرة مطبوعة. ويصبح الورق أكثر إلزاما بين نقاط التفتيش ومنطقة الجوازات، إذ ربما يطلب منك في بلد الوصول تذكرة العودة أو رؤية حجز الفندق أو ما شابه ذلك، وأما الفنادق فهي الأماكن الأقل طلبا للورق لكن ليست جميعها، فبعض الفنادق وخصوصا ذات التصنيف 3 نجوم والشقق الفندقية تطلب نسخة من الحجز.



وما زلنا أيضا نرى بعض شركات الطيران تلزم الملاحين بحقيبة كبيرة يصل وزنها إلى 25 كجم مليئة بالأوراق من خرائط وأنظمة وإجراءات ومعلومات مهمة تساعد في اتخاذ قرارات ضرورية في الرحلة، كل هذه الأوراق استغنت عنها بعض شركات الطيران بجهاز الآيباد، والذي لا يكتفي بتخزين المعلومات بل تحليلها أيضا، موفرا الوقت والجهد ومتفاديا الخطأ البشري. أما بالنسبة للتوفير المالي فلا أعتقد أن هناك وجه مقارنة، إذ إن المصروفات التي تدفع لتأمين تلك الحقائب لكل طيار ومساعد طيار والتكاليف التشغيلية لتحديث تلك الأوراق من ناحية أخرى لا تقارن بأي حال من الأحوال بجهاز آيباد يتم تحديثه آليا ويوزع بعدد الطائرات لا بعدد الملاحين، يقول السيد سينها مساعد الرئيس التنفيذي لشؤون التقنية في الطيران العماني إنه وبعد استخدام الآيباد سوف نوفر ما يقارب 200 طن من الوقود سنويا.



ومن ناحية الصيانة، استخدمت شركة لوفتهانزا الألمانية نظاما لا ورقيا يسمح للموظفين باستخدام الأجهزة الذكية لتسجيل وتوثيق أعمال الصيانة على الطائرات، مما سيوفر على الشركة الوقت والجهد والمال. إن استخدام التقنية داخل الطائرة بديلا عن الورق يجعل أغلب الإدارات مرتبطة ببعضها البعض، إذ يستطيع من في الصيانة معرفة المشكلة التي سجلت بواسطة قائد الطائرة قبل وصول الطائرة، ويستطيع موظف التموين معرفة عدد الوجبات المطلوبة والمتبقية على الرحلة وكذلك الحال بالنسبة لمبيعات الهدايا داخل الطائرة.



وكمثال حي وواقعي ومنذ أكثر من عام تقريبا، أصبح مطار حيدر أباد في الهند مطارا لا ورقيا، إذ يمكن إنهاء كل إجراءات السفر بدون إبراز ورقة واحدة أو بطاقة أو جواز، معتمدا على نظام البصمة فقط في التعرف على الراكب، تلك الفكرة جلبت الخير الكثير للمطار من ناحية عدد المسافرين وعدد شركات الطيران التي تهبط فيه.



إن إمعان بعض شركات الطيران وإدارات المطارات في النظر في مميزات الموظفين، والبحث عن فرص للتوفير من خلالها، وعدم البحث عن طرق إبداعية ذكية كفيلة بخفض التكاليف ورفع الإنتاجية، هو دليل على الإفلاس الإداري. إن الانتقال من النظام الورقي إلى اللاورقي ليس ترفا ولا يقتصر على التوفير في قيمة الورق فحسب، بل سوف يسهم أيضا في مستوى دقة المعلومات وزيادة في الإنتاجية وموفر للوقت والمجهود.



ختاما أنصح متأسفا كل مسافر أن يصطحب معه الأوراق التالية: صورة من جواز السفر. حجز الطيران. حجز الفندق. مستند يثبت وجود موعد في مستشفى أو عيادة (علاج). خطاب دعوة (عمل أو زيارة). خطاب قبول الالتحاق بالجامعة (تعليم). اسم وعنوان المدرسة أو الجامعة المراد الالتحاق بها (تعليم).



أوراق من الضروري اصطحابها عند السفر

1 جواز السفر

2 حجز الفندق

3 خطاب قبول الالتحاق بالجامعة (تعليم)

4 خطاب دعوة (عمل أو زيارة)

5 اسم وعنوان المدرسة أو الجامعة المراد الالتحاق بها (تعليم)

6 حجز الطيران

7 مستند يثبت وجود موعد في مستشفى أو عيادة (علاج)