ترامب.. هل يستطيع؟!

الأربعاء - 16 نوفمبر 2016

Wed - 16 Nov 2016

من أصل 471 مشاركا عربيا في استفتاء أجريته على حسابي في تويتر قبل 4 ساعات فقط من ظهور النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 توقع 42% فوز كلينتون و18% فقط توقعوا فوز ترامب، بينما رأى 40% بأن توقعاتهم أو أصواتهم لا تهم إما لأن كلا المرشحين الرئاسيين هذه المرة أسوأ من بعضهما، أو لأنهم يعتقدون أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليست لديه أي سلطة حقيقية، ولذلك لن يكون له تأثير يذكر سواء كانت كلينتون أو كان ترامب، فالمنصب في جميع الأحوال لا يتعدى كونه شكليا.



في نفس الوقت كانت توقعات الخبراء السياسيين في قناة CNN الأمريكية تشير إلى فوز كلينتون مبدئيا بـ268 نقطة من أصل 270 تلزمها لتصل للبيت الأبيض بفارق كبير عن ترامب الذي أشارت نفس التوقعات إلى أن نصيبه في أفضل الأحوال لن يتجاوز الـ204 نقاط. من ذلك يتضح أنه مهما خرج أحدهم بعد انتصار ترامب ليقول بأنه لم يفاجأ، ومهما كانت أسبابه وخلفية توقعاته ومدى صدقه، فالغالبية العظمى في العالمين الغربي والعربي فوجئت وقد كنت - على غير العادة - منهم.



يا ترى ما الذي خدعنا وشوه توقعاتنا! هل كانت شعبية الحزب الديمقراطي «فيما سبق»؟، أم كان نقل القنوات الإعلامية المتحيزة للديمقراطيين وتحيزنا لمشاهدتها؟ وغير مستبعد أن نكون قد خدعنا أنفسنا لأننا رأينا في ترامب كل ما نندد به وتندد به الدول المتقدمة والشعوب المتحضرة، واستنتجنا استحالة أن يتم بالديمقراطية تمكين شخص مثله - تجاوزه التحضر الإنساني والتطور السياسي بسنين ضوئية - بحيث يصبح له ثقل سياسي وعالمي.



في كل الأحوال، أصبحنا على فوز ترامب غير المتوقع، وعندها فقط، وعندما وصلنا لهدوء ما بعد الصدمة، تجاوزنا غشاوة شخصيته لنستوعب بعض آرائه التي قد يوفق بها ونبلي فيها نحن والعالم حسنا.



ذلك مثل موقفه من داعش وتصريحه بأنها قد تكون بذرتها أيدلوجية لكنها نبتت وأثمرت برعاية أمريكية خالصة، ووضع إصبعه على مصدر قوتها وهو تمويلها بحيث لا تصاب في مقتل إلا بسيطرة أمريكا على نفط المناطق المحتلة داعشيا.



بالنسبة لنا نعم ذلك قد يقضي على تمدد داعش كدولة لكن يبقى علينا القضاء على تمدد الفكر وتجفيف منابعه كذلك! ولنضع في الحسبان أنه في المقابل سوف تسيطر أمريكا على ذلك النفط وتصبح بالتالي أقوى وأغنى وبالضرورة أطغى.



أمر آخر هو موقفه ضد الاتفاقية الأمريكية الإيرانية ووعيه لخطر التمكن الإيراني على العالم ككل - وليس فقط الجزء العربي منه والذي لا يأبه له - وبالتالي على أمريكا ومصالحها. أما بخصوص صلاحيات الرئيس الأمريكي وما إن كان ترامب يملك قوة تخوله من أن يفي بوعوده أو أن يُحدث تأثيرا، فعدا عن القرارات التنفيذية التي يصدرها داخليا والملزمة للمؤسسات الحكومية في حال لم تعترض عليها المحكمة العليا، بإمكان الرئيس المنتخب أن يضع الميزانية العامة للدولة، ويضع التوصيات أيا كانت ويحيلها لتصويت الكونجرس المكون هو الآخر من أغلبية جمهورية مؤخرا بالإضافة لكونه نادرا ما يحدث أن يتم رفض توصية مقدمة من الرئيس.



كذلك بإمكانه إصدار أوامر للجيش في المهمات القصيرة بإخطار الكونجرس قبلها بـ48 ساعة فقط ودون الحاجة لموافقة الكونجرس، ويملك حق الفيتو لنقض أي توصية من قبل الكونجرس، وحينها يتعين لمرورها أن يصوت لصالحه الثلثان من كلا المجلسين، الشيوخ والنواب، كما حدث لتمرير قانون جاستا. للرئيس أيضا صلاحية تعيين ما بين ثلاثة آلاف وسبعة آلاف موظف حكومي بدون موافقة مجلس الشيوخ في حال المساعدين والمستشارين وبموافقة المجلس في المناصب الحساسة ضمن مؤسسات الدولة من وزراء ومستشارين وسفراء وله ترشيح القضاة بمن فيهم قضاة محكمة الاستئناف والمحكمة العليا.



[email protected]