محمد أحمد بابا

إدارة الشؤون الثقافية بجامعة الطائف

الاحد - 06 نوفمبر 2016

Sun - 06 Nov 2016

حين تكون الثقافة مهنة وذات طابع مؤسساتي يحلم المتوقع للإيجابيات بممارسات ترقى لدرجة التنسيق والتسويق الفعال لثقافة يستحقها المجتمع وتتناسق مع كفاءات ومهارات يمتلكها الكثير.



تلقيت خبرا بإنشاء إدارة للشؤون الثقافية بجامعة الطائف ترتبط مباشرة بمدير الجامعة - كما نشرت صحيفة الرياض - فذهبت بتفكيري بعيدا أن تأخذ هذه الإدارة الواعدة زمام المبادرة لتثبت لميدان التعامل الأكاديمي في الجامعات أن الثقافة بمهنية المسؤول ومسؤولية الممتهن ستكون فاتحة خير لنقلة نوعية بين الجامعات ومجتمع محيط يتطلع للفائدة والفكر النير.



تستطيع إدارة الثقافة في أي جامعة في الوطن أن تجمع شتات العمل الثقافي في روح التمكين المهني للمعنيين والمساهمين والناشطين، وهي كذلك قادرة على أن تحظى بالاهتمام والرعاية في كفاية وكفاءة العاملين بها حين ينشغل مسؤولوها بالثقافة كحزمة استثنائية الاحتياج في زمن ثقافته تتحكم في مزاجه وتطويره وتحديات عصره.

ولعل هذه القيمة المعنوية الكبيرة لإدارة الشؤون الثقافية بجامعة الطائف التي أسوق أنا هنا لها في هذا المقال عن قصد وترصد تظهر قريبا للعيان في نموذج يجمع بين الرؤية الإدارية في إدارة الأفراد وإدارة الملفات الثقافية وبين الرسالة الثقافية التي لا شك بأنها متينة التأصيل في ثقافة تدخل كل مجال من مجالات العمل الإنساني والأحلام الفكرية.



فأن يكون هناك ربط متاح بين مثقفي الجامعة ومنسوبيها الذين يملكون اهتمامات لهم فيها شأن وبين مؤسسات المجتمع المدني - كما أخبرني الدكتور أحمد الهلالي مدير الشؤون الثقافية بجامعة الطائف - فذلك من دواعي ارتياح قلوب كثير من محبطي تشجيع الفنون والعناية بالتراث والاهتمام بالرسم والشعر والقصة والمسرح.

وأعتقد حدسا بأن الكتاب كرافد معطاء من روافد المعرفة لن يغيب عن خطط إدارة الشؤون الثقافية بجامعة الطائف لنرى يوما معرضا دوليا للكتاب في مصيف المملكة الغالي يسقي عطش الكثيرين لمعارض ذات طابع ثقافي عام سالم من التصنيفات والتفرقة، عابق بالروح الثقافية الممتدة، مصدره أكاديمية تحقيق ومهنية إدارة وتبني مسؤولين.



وفرحي العظيم بهذه الإدارة التي لا علاقة لي بها من قريب ولا من بعيد ماديا ولا معرفيا واجب وطني لزومي وأنا أشعر بعلاقتي غير المنفكة مع كل نور يشع في وطني ثقافيا واجتماعيا أسعى فضولا ونهما أن أعرف عنه المزيد لأكتب هنا أن ثقافة وطني بخير طالما يشرع رواد أعمال ثقافية في حسن عرض وبراعة طلب ليصلوا مطمئنين لقناعة مديريهم بأن إنشاء إدارات للثقافة مفتاح وصول للموهبة والإبداع والابتكار العالمي.

إدارة الثقافة هي نقطة بداية تصل بنا لصناعة الثقافة، ولزاما في هذا الطريق المستنير سنشد على عضد المثقفين والمثقفات من الشباب شدة معين وإعانة واثق بأن الشابات والشباب هم بذاتهم وصفاتهم وأحلامهم وطريقة تطلعاتهم وتعاطيهم ثقافة مجتمعية بها نطور ومنها نستفيد، ولزاما على إدارة للشؤون الثقافية كهذه التي في طائفنا العزيز أن تحمل شعلة أولمبياد الثقافة العربية كحلقة وصل جذابة بين مثقفين في الجهتين وبين مستفيدي ثقافة يزخر بهم المجتمع المدني.



فكرت هنا بصوت عال وقلت لنفسي: ربما ابتدرت إدارة الشؤون الثقافية في الطائف استقصاء الشأن الثقافي بالتواصل التقني الالكتروني لتصل لحصيلة معرفية كبيرة في تنوع الثقافة وتعدد مجالاتها ثم تعكف من خلال الناحية الأكاديمية المتاحة لها في الجامعة على توصيف الثقافة المستهدفة مجالا ومادة ونوعية فيخرج لنا دليل ثقافي نحاسب من خلاله إدارة الشؤون الثقافية بجامعة الطائف بعد مائة يوم من إنشائها ماذا فعلت، وفي الحساب مزيد تطوير وتحسين.

كذلك قادني التفكير لأن أتوقع من هذه الإدارة بوابة الكترونية تصل أذرعها لكل العالم تنقل من خلالها ثقافة مجتمعات وأفكار مبدعين لدول العالم كله وتجلب لنا منهم ثمن التشارك معرفة وعلما وتدريبا، فشعر الشعراء ومسرحيات الكاتبين ولوحات الرسامات وفلسفة المدونين وغيرها حرية بترجمة نقل لعالم طموح لمعرفة السعودية.



فشكرا جامعة الطائف وشكرا لإدارة الشؤون الثقافية بها شكرا مرهونا بأمل عظيم وتوقعات جليلة ينتظرها الوطن.



[email protected]