العقل في مرحلة الطفولة!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الأربعاء - 02 نوفمبر 2016

Wed - 02 Nov 2016

قال لي صديقي الملحد: أثبت لي وجود الله!



ولأول مرة أتنبه ـ وقد رمى في وجهي كتاب (حوار مع صديقي الملحد) للدكتور (مصطفى محمود) ـ إلى أن (المتلقي) هو من يصنع الرسالة! فمن قرأ الكتاب وهو مؤمن أكبر هذه الردود المفحمة لأي ملحد (عاقل)! وعلى العكس تمامًا؛ فمن قرأه وهو ملحد تعجب: كيف يؤمن بهذه الأفكار الساذجة (عاقل)؟



وفجأةً قدحت في دماغي قاعدة: (البيِّنة على من ادَّعى)؛ فقلت لصاحبي: لماذا لا تقوم أنت بالعكس وتثبت لي عدم وجود الله؟؟! فقال بحرقة: أنت تعرف أني من أسرة متدينة، وأحفظ القرآن، وكنت أصلي، ولكن الشك عذبني، وصبَّ الأرق في عيني، فلجأت إليه أن ينقذني من هذا الجحيم، ويرزقني «إيمان عجائز نيسابور» كما يقولون.. لكنه لم يستجب لي.. لو كان موجودًا لأشفق علي ورحمني مثلك أنت على الأقل!!



فاصل: هذا هو بالضبط ما قالته (خلود با رعيدة)، وأضافت ساخرة: «كل هذا اختبار»؟!!



ونواصل: وفجأةً أيضًا استخدمتُ مواهبي المسرحية.. فوقفت أمامه كالتمثال ولم أنبس ببنت شفة.. فاستشاط غضبًا.. ليش ما ترد؟ كتمتك كتمة الفول المدمَّس صح؟ ولم أُبدِ أدنى ردة فعل.. فجن جنونه.. وأخذ يهزني، ويكيل لي الصفعات، والركلات، والرُّكَبَ.. دون أن أحرك ساكنًا.. فلما تعب.. رفعته بيدي كالطفل ـ وكنت أقوى منه بدنيًا ـ وقلت له بطريقة (يوسف وهبي): أنا غير موجود يا فالح؛ وإلا لرددت عليك!!



واااا.. لم تنقلب الصفعات، والركلات، والرُّكب، إلى أحضان وقبلات ودموع؛ كما في المسلسلات العربية العبيطة، حين يصحو ضمير المجرم في ختام الحلقة الأخيرة، ويعلن ندمه، ويعيد الحقوق إلى أهلها!

لقد افترقنا (20) عامًا ؛ لأفاجأ به يتصل بي بعد مقالةٍ لي في (الوطن 2007) أزعم فيها: أن العقل البشري لا بد أن يمر بمراحل النمو الطبيعية ذاتها (الطفولة ـ المراهقة ـ الشباب ـ الكهولة ـ الشيخوخة ـ الزهايمر)!



وستكتشف ابنتنا (خلود) وأمثالها أن عقلها اليوم: طفلٌ يصرخ من شدة الجوع؛ لأن أمه تأخرت في إعداد الرضعة!



ولكن هل تصبر (حصانة التبليم) كالأم الحنون؟ أم تتهور كزوجة الأب الحاقدة، وتخنق عقول أبنائنا في مهدها؟!!



أما الرد على الملحدين فقد تكفل به الله تعالى بقوله مثلاً: (سنريهم آيَاتِنَا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيَّن لهم أنه الحق)!







[email protected]

‏‫