ابنتنا (خلود بارعيدة) ضحية (حصانة)!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الثلاثاء - 01 نوفمبر 2016

Tue - 01 Nov 2016

في كتابه (حكاية التدين في السعودية) ـ «كتاب المرحلة» كما نزعم ـ يخلص (وحيد الغامدي)، الزميل الأزمل في الإعلام، والتعليم، والفنادق (5) نجوم (الظهر)! إلى أن التشدد والإقصاء (باسم الدين) هو المسؤول عن تفشي ظاهرة الإلحاد في مجتمع مسلم (100%)! تمامًا مثلما أدت محاكم التفتيش (الكاثوليكية) إلى الإلحاد في القرون الوسطى؛ وبالتالي تكرس في الغرب إلى اليوم: أن الإلحاد (واللادينية) هما النور الذي مزق الظلام والتخلف والرجعية، المجموعة في قولهم: (كنيسة)!!



ودعونا نشدد على مصطلح (الوصاية باسم الدين) وليس (الوصاية الدينية)؛ فقد وصف القرآن العظيم الدين بالنور؛ (والله متم نوره ولو كره الكافرون)؛ ولهذا نزل الوحي متحديًا صناديد الشرك والكفر بأن يأتوا (بسورة من مثله)، ولم ولن يكون بحاجة إلى من (يهايط) اليوم بحماية جنابه!! ولكن التشدد الذي نعنيه ونعانيه هو الظلام والإظلام؛ وإن تشدق دعاته بشعارات دينية؛ وصفها سيدنا (علي بن أبي طالب) بأنها: (كلمة حق يراد بها باطل)! كتركيزهم على (الترهيب)، ونبذ (الترغيب) والموعظة الحسنة! مع أن المتدبر لا يجد من بين (6235) آيةً، كلمة واحدة ترهب مسلمًا!! بل إن القرآن كله (بشرى للمؤمنين)!!



ولعل أطزج ضحية للوصاية الفكرية المتشددة باسم الدين: هي ابنتنا (خلود سعيد بارعيدة)، التي ظهرت في برنامج (ضيف وحكاية) مع الإعلامية القديرة (سماح الطويل)، عبر قناة (dw) الألمانية، وأعلنت أنها لم تعد مسلمة؛ بعد أن سردت معاناة عقلها الجميل الطويلة المريرة، في محاولة الوصول إلى (النور)، وسط ظلمات بعضها فوق بعض، من التناقضات، والسخافات، والخرافات، التي حوصرت بها منذ الطفولة؛ حيث ما زالوا يكرسون في عقول بناتنا العبارة العبيطة: (المرأة كلها عورة) التي لا تجد لها أصلًا، لا في الكتاب الحكيم، ولا في صحيح السنة! وكان الأخخخ/ أنا ـ ولا فخر ـ أول من رفضها علنًا، وكشف بطلانها في الإعلام السعودي تحدثًا وكتابة!



وبدل أن نفتح صدورنا لأبنائنا، ونصغي إليهم، ونمتص حيرتهم الحارقة الحالقة؛ لم تخجل وزارة التعليم من ممارسة الإقصاء والتكفير؛ لوأد أي بوادر للفكر والتفكير في مهدها، تحت مسمي (وحدة التوعية الفكرية حصانة)! وهي من إبداع معالي الوزير شخصيًا، وهو المنظِّر التربوي الأكاديمي القدير!!

أما ابنتنا (خلود) فسنوضح غدًا أنها لم تكن أصدق وأعمق إيمانًا منها الآن!!! ‫



[email protected]