ملكة الشطرنج الأوغندية.. من أحياء الصفيح إلى هوليوود

الأربعاء - 19 أكتوبر 2016

Wed - 19 Oct 2016

في شارع بائس داخل مدينة صفيح في العاصمة الأوغندية كمبالا يحدق براين موجابي بموقع منزله العائلي السابق وسط ذهول لا يزال ينتابه إزاء التغييرات التي طرأت على حياته خلال عقد من الزمن بفضل شقيقته التي أصبحت بطلة في لعبة الشطرنج.



فقبل عشر سنوات كان براين وأخته الصغرى فيونا موتيسي وشقيقه ريتشارد وأمهم هارييت يكافحون من أجل البقاء في كاتوي، وهي مدينة صفيح في العاصمة الأوغندية، غير أن حياتهم تغيرت بعدما اكتشفت فيونا موهبتها الاستثنائية في الشطرنج.



هذه القصة غير العادية يرويها فيلم من إنتاج استوديوهات ديزني بدأ عرضه في صالات السينما الأمريكية في نهاية سبتمبر، بعنوان كوين أوف كاتوي «ملكة كاتوي».



وقد تغير مصير العائلة بفضل مبادرة بمنح وعاء حساء مجاني لأي شخص يأتي للعب الشطرنج.



تحديات ومفاجآت



ويروي براين «لقد رأتني فيونا ذاهبا إلى هناك، فلحقت بي، عندها لمح روبرت كاتيندي الملقب بـ «المدرب روبرت» هذه الفتاة اليافعة. وأسس كاتيندي ناديه للشطرنج سنة 2004.



وبعد بضعة أشهر أثبتت فيونا تميزها. ويوضح كاتيندي «فيونا لم تكن تجيد القراءة ولا الكتابة، غير أنها أظهرت موهبة لافتة في القدرة على استباق تحركات الخصوم على لوح الشطرنج. ويضيف «إرادة الحياة لدى فيونا أثارت اهتمامي، قلما تجد فتيات مثلها في الأحياء الفقيرة، فهن يعتقدن بأنهن لا يصلحن لشيء».



أمر مؤثر للغاية



بعد عامين أصبحت فيونا بطلة أوغندا في فئة الناشئين. وبعد ثلاث سنوات حصلت على لقب البطولة لفئة الكبار، وفي سنة 2012، في سن السادسة عشرة فقط، أصبحت مرشحة للقب أستاذة في الشطرنج.



وشاركت في منافسات دولية في السودان وسيبيريا، كما أن قصتها باتت تروى على الشاشات الكبيرة في فيلم من بطولة الممثلة الكينية الحائزة على جائزة أوسكار لوبيتا نيونجو بدور الأم.



وقالت فيونا (20 عاما) في العرض الأول للفيلم «ثمة أمور كثيرة لم أشهد لها مثيلا من قبل، كالسجادة الحمراء والجمهور العريض. الأمر كان مؤثرا للغاية ولم أكن أصدق ما يحصل».



وأضافت «الناس يعتقدون أحيانا أن القصة ليست من العالم الفعلي، لكن ما نراه في فيلم (كوين أوف كاتوي) حقيقي. الطعام والناس والأطفال الذين يعملون ببيع الذرة في الشوارع، هذا كله حقيقي».



بعيدا عن أضواء هوليوود تغيرت حياة فيونا وعائلتها بفضل الشطرنج. فقد تمكنت من شراء منزل متواضع لكنه مريح لوالدتها، وباتت هي وشقيقها على مقاعد الدراسة في الجامعة.