فلمبان: الانطباعية السوداء لأعمالي تنتصر للمحطمين

الاثنين - 17 أكتوبر 2016

Mon - 17 Oct 2016

يحكي التشكيلي أحمد فلمبان في كتابه الصادر حديثا عن أكاديمية جدة للفنون، بعنوان «ماذا؟..ولماذا؟ ـ أسرار اللون وحدس الضوء»، تجربته الفنية الممتدة لخمسين عاما، ويستعرض فيها انطلاقته بعد عودته من بعثته لدراسة الفنون التشكيلية في أكاديمية الفنون الجميلة في روما بإيطاليا ، وتخرجه فيها عام 1951م، والتحولات التي مرت به.



وبين فلمبان أن كتابه توثيق لأعماله الفنية خلال نصف قرن، وقال: «ربما له أهمية فكرية وتاريخية ومساهمة في سد النقص في الكتب الفنية المتخصصة في التشكيل بالسعودية». فيما يلي الحوار الذي أجرته معه «مكة» أثناء حفل توقيع الكتاب الأربعاء الماضي.



1 ما هو محتوى الكتاب بشكل عام؟

الكتاب مقسم إلى 8 فصول تدرجت فيه مع مراحل ومحطات تجربتي، وعكست فيه آرائي في الفن والحياة والقضايا الإنسانية التي حركتني للتعبير عما يجول داخلي تجاه المستجدات التي نمر بها. ويضم صور الأعمال التي أنجزتها منذ عام 1970م إلى عام 2015م. كما يشمل قراءات عن الأعمال.



2 كيف تصف أعمالك بعد كل هذه السنين؟

معظم أعمالي تصور بانطباعية سوداوية الشخوص الآدمية المأزومة والغارقة في الهزال والضعف، أؤلئك المحطمون، وتتكامل في ذلك الألوان الداكنة في بيئات معتمة، لتعكس الحطام والألم الموجود في هذه الحياة. وهي بذلك تحاول أن تنتصر لهم وتلفت الانتباه إليهم سعيا لإيجاد المؤازرة والتعاطف معهم.



3 ما هي قضيتك التشكيلية؟

أرصد تسجيل اللحظة في الحركة الدائمة للوجود ورؤيتها في تحويل ما هو ثابت ومتماسك إلى تحولات تأخذ طابعا متجزئا لذلك قضيتي التشكيلية هي الإنسان، فأرسم أعماق وجوده من خلال الشكل والرمز واللون، وأسعى لنقل الأحاسيس الخفية لهذه النفس البشرية.



4 ماذا تناولت في مرحلتك الأولى ؟

البؤساء كان موضوعي الأول، وأولى القضايا التي بدأت في التفكير فيها منذ مرحلة الدراسة واستمرت حتى بداية الثمانينيات، وعكست في نحو 80 عملا ما يعبر عن مشاهداتي وسماعي للعديد من المآسي الإنسانية وقصص التعذيب والظلم والدمار الذي حل بالبشرية في الستينيات والسبعينيات، ناهيك عن الكوارث الطبيعية، إنه عالم مليء بالمآسي وضحاياه بؤساء لا حول لهم ولا قوة.



5 أفردت في كتابك فصلا بعنوان «مسلوبو القرار» فمن هم؟

هي مرحلة لاحقة، بدأت تحديدا في 1999، وصورت خلالها شخوصا لا علاقة بينهم، يسيرون كجوقة، وركزت فيها على المرأة وما تعانيه من الاستبداد الذكوري والظلم والعنف والقسوة عليها.. حاولت أن ألتقط همهن، وأتلمس حالات الألم في أغوار نفوسهن وكانت حصيلة تلم المرحلة 44 عملا وختمتها في عام 2005 بعمل أسميته أذيال الفرحة.



6 ما قصة معرض «ضحايا الحطام» الذي أخذ صيتا واسعا؟

في هذا المعرض عرضت 40 لوحة بالمكتبة العامة في روما عام 2005م، وجسدت فيها معاناة الآلاف من الأطفال في ظل الحرمان والجوع والمرض والتعذيب والاستغلال، وعن قصة حقيقية نقلت حادثة وفاة طفلتين نتيجة تعرضهما للضرب المبرح على يد والديهما.. المعرض مؤلم وجميع الأطفال الذين ظهروا في اللوحات هم ضحايا حطام التردي الإنساني.



7 ما الموضوع الذي يشغلك في الوقت الراهن؟

هي مرحلة أطلقت عليها بلا ملامح، وامتدت عبر عدة موضوعات بدأت قبل عدة سنوات، واستمرت حتى اليوم عبر محطات: «المرأة مشكلة» ، ركزت فيها على وضع المرأة في بيئتنا، ثم مرحلة «المودة الضائعة»، ربما نقلت فيها مشكلات اجتماعية متعلقة بالطلاق والعنف الأسري، وما يتبعه من شتات وضياع وعزلة وحالات نفسية متأزمة.