سهام الطويري

التعليم السعودي.. قصور التوجه للارتباط بالمستقبل وتحدياته

السبت - 17 سبتمبر 2016

Sat - 17 Sep 2016

في الدول المتقدمة التي تمتلك مفاتيح صناعة المعرفة وتطويرها وتغييرها والإضافة إليها نجد أن مشكلات التعليم المدرسي والعالي ترتبط أساسا بالعديد من العوامل المتعقلة بالمستقبل وتحدياته منذ وقت مبكر. فنجد أن هنالك خططا مبكرة للتنافس من أجل إيجاد منافذ تمويلية وصناعة خطط مبكرة لمواجهة ما يفرضه السوق العالمي من تحديات تتمثل في الشروط والمواصفات الخاصة بالخريجين إلى سوق العمل وغيرها من القضايا التي ترتبط بالمستقبل وصناعته.



فنجد أن طالب الصفوف العليا في المدرسة يقضي إجازة الصيف في معامل ومختبرات أبحاث طلبة الدكتوراه بعد التنسيق المبكر من المدارس الحكومية لتسجيل طلابها في شهر الصيف في مراحل الجامعات ما بعد البكالوريوس لإعطائهم تصورا مبكرا عن المستقبل إلى أين يتجه.



هذا العرف هو ما تنتهجه مدارس بريطانيا الحكومية، حيث تجبر طلاب الصفوف العليا المدرسية على التسجيل في ما توفره من خيارات لجهات جامعية حتى يلتحق الطالب أو الطالبة بمجموعة بحثية يقضي معها فترة الشهر الصيفي كاملة ليتابع التجارب ويكتب تقريرا كاملا يقوم بمراجعته أحد علماء الأبحاث أو رئيس الفريق البحثي بعدما يكلف أحد طلبة الدكتوراه بالتكفل بتدريب طالب المدرسة وأخذه في جولة للمعمل ومشاهدة التجارب.



هذه الخطوة في السعودية خيارية توفرها المدارس الخاصة الراقية أو بعض مؤسسات البحوث مثل مركز أبحاث التخصصي أو مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من خلال مجهودات لا تنصف من قبل وزارة التعليم. فالحصول على فرصة التدريب لطالب المدرسة لا تعطى لجميع طلاب مدارس التعليم الحكومي في شتى بقاع المملكة وهذا يعني عدم توفر العدالة في إعطاء الفرصة للطلاب الأقل حظا في القرب من الفرص النخبوية.



أيضا الطالب السعودي يقضي 3 أشهر كاملة في الصيف لا تربطه بالتعليم الحكومي، بينما إجازة الصيف للطالب البريطاني شهر واحد فقط يجبر على استغلالها في التدريب قبل العودة بالتقرير للمدرسة بعد انقضاء هذا الشهر!



إذا تجاوزنا مركز الأبحاث ومؤسسة التقنية على أساس أنها في منطقة الرياض، فجامعاتنا في جميع أرجاء المملكة الآن توفر الأداة والقوة والماكينة العاملة للقيمة الحضارية، وهي في فترة الصيف على امتداد أشهره لا تخلو من وجود طلاب الدكتوراه، وكذلك لا تتوقف خطط الباحثين بحضور إجازة المدارس والجامعات، حيث يعمل بعضهم في فترة الصيف بالشراكة مع جهات ومؤسسات متنوعة، كذلك فبيروقراطية كسل مرحلة الماجستير والدكتوراه في فترة الصيف بسبب توقف أعضاء هيئة التدريس مع طلاب المدرسة أصبحت مخجلة أمام العالم الذي يحظى بعمل العلماء وطلاب الدراسات العليا على مدار السنة، فالجامعات في بريطانيا على سبيل المثال كخلية النحل المستمرة في العمل لا تكل ولا تمل ولا تمتلك الإجازة الشهرية السنوية موسما قسريا يوقف الجميع عن العمل.



طلاب المدرسة قوى بشرية لا بد أن تصنعها الجامعات منذ وقت مبكر لاختبارات الفصل بين المرحلتين ووزارة التعليم حان أوانها الآن لتغيير استراتيجيات «الكسل» الصيفي الذي يرهق طلاب المرحلتين.



[email protected]