شاهر النهاري

شتان بين عيد حج السعوديين وغيرهم

الاحد - 11 سبتمبر 2016

Sun - 11 Sep 2016

عند شعوب العالم الإسلامي تجد معاني عيد الحج تتحقق بمتابعة النقل التلفزيوني والإذاعي لما يحدث في المناطق المقدسة والمشاعر، وتزهو باجتماعات عائلية حميمة، وتبرك ودعاء، وأداء لصلاة العيد، وذبح للأضحية، والدعاء لعودة حاج من الأقربين بالسلامة، والتمتع بما يحدث بعد ذلك من احتفالات، وزيارات، وهدايا عيد أضحى للجار والقريب، والفقير، وابن السبيل.

وعيد حج السعوديين يمر بذلك كله، ولكنه يزيد عليه بخصوصيتنا المتفردة:



1ـ تشارك الحكومة السعودية من أعلى مناصبها، ومرورا بسائر قياداتها، ومسيري أعمال المتابعة والإشراف، لتسيير الشؤون الدبلوماسية داخليا وخارجيا لجميع الدول المشاركة في الحج، وفي نفس الوقت يستمر عملها وحرصها على استتباب الأمن ورخاء المواطن والمقيم في جميع أنحاء المملكة.



2ـ تتشارك الحكومة مع العاملين في قطاعات المواصلات الخارجية والداخلية، والعاملين في مواسم الحج رجالا ونساء، ومع جميع طوائف المجتمع بالبقاء في قمة النشاط، واليقظة، والاهتمام والحرص على سلامة وراحة جموع ضيوف الرحمن، سواء بالتعامل المباشر معهم، أو بالتخطيط والإشراف من على البعد.



3ـ الحرص الشديد والترتيب والمتابعة وبذل كل الجهود البشرية والخدماتية واللوجستية الكريمة، وتأمين كل متطلبات الحجيج، والتأكد من عدم حدوث أي حوادث قد تعيق مساراتهم، من لحظات نزولهم للموانئ والمطارات، وعبورهم للمعابر البرية، حتى يكملوا حجهم باطمئنان، ثم يعودوا إلى بلدانهم سالمين.



4ـ القلق الأمني المستمر على مختلف المستويات بداية بحفظ النظام والمرور البسيط، وتسهيل منازل ومسارات الحجاج، وترتيب التفويج، ونهاية بمراقبة الأشرار المغرضين المندسين بين الحجيج، بنوايا افتعال الحوادث وتضخيمها.



5ـ البذل المنقطع النظير، لراحة الحجيج، وتمكينهم من أداء مناسكهم بأيسر الطرق، لتكون ذكريات حجهم وزيارتهم أيقونات يحملونها معهم طوال عمرهم.



6ـ الكشافة الصغار يتحقق عيدهم بأن يكونوا قد أدوا واجباتهم الكبيرة، بإرشاد التائهين، ومساعدة العجزة والمحتاجين.



7ـ رجال القوات المسلحة، والحرس الوطني، والقوات الخاصة، والمطافئ، والمرور، والجوازات، والطيران العمودي، والمستشفيات الميدانية، والهلال الأحمر، والجمعيات الخيرية، ووسائل الإعلام، والقائمون على بلديات الأماكن المقدسة.. كلهم لا يكون عيدهم إلا بخروج آخر حاج لبلده مصحوبا بالسلامة.



8ـ القائمون على سدانة ورعاية الحرمين الشريفين وسائر المشاعر يختصرون عيدهم، فما إن ينتهوا من جهد يومي عظيم متكرر طوال السنة، حتى يبدؤوا في جهود جديدة متواصلة لا تتوقف ما دام بيت الله مفتوحا لزواره.



9ـ كل فرد من أفراد الشعب السعودي بكامل طبقاته وفئاته يشارك بالعيد والبهجة، وهو يضع في حسبانه أنه رجل أمن متحفز لأي طارئ يحدث، لا سمح الله، وأنه بكل حياته وما يملك فداء للبيتين، وزوارهما، ودون أي تردد.



كل ذلك يقول الكثير لمن يعي ويميز قيمتنا بأننا ـ حكومة وشعبا ـ خلقنا لرعاية البيتين، وحماية زوارهما، والقيام بواجباتنا، سواء كنا في الخدمة، أو في خانة الاحتياط.



وعيدنا كسعوديين ليس كمثل أعياد الشعوب المسلمة الأخرى، فلنا أعين تترقب، وقلوب تتوجد، وأيد تعمل بكل طاقاتها، وإمكاناتها، وثقة وعزة وكرامة نوليها لثرى وطننا، بل لكل ذرة منه، حتى لا يعبث به عابث، ولا يُلمح أحد الأغبياء إلى تقصيرنا المزعوم في ضيافة حجاج البيت.

نتاج نجاحنا السنوي هو عيدنا، وشتان بين عيد وعيد.