فواز عزيز

وزارة «تمرير المكالمات ونفي المعلومات»

تقريبا
تقريبا

السبت - 10 سبتمبر 2016

Sat - 10 Sep 2016

حاول أن تفكر بهذا السؤال: هل لدينا وزارة للاتصالات، غير الوزارة الراحلة «البرق والبريد والهاتف»..؟، وإذا كانت الإجابة: نعم، وهذا الصحيح، حاول أن تجيب على السؤال الثاني: ما هو عمل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات؟ ولن أسألك بعدها: من هو وزيرها ولا وكلاؤه، فهذا من الألغاز الصعبة..!



لماذا أسأل عن عمل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، لأني باختصار أجهل عملها إذا كانت هي تجهل «حجب تطبيقات التواصل والاتصالات» والتي تقدم خدمة المكالمات الصوتية والفيديو، فإذا كانت وزارة بحجم «الاتصالات وتقنية المعلومات» تجهل ما يقع تحت يدها، فكيف نعلم نحن المواطنين عملها أكثر منها..!



طبعا الشيء الوحيد الذي لا يجهله أحد لا مواطن ولا مسؤول ولا تاجر، أن حجب مكالمات بعض التطبيقات يأتي بعد تأثير «التطبيقات الحديثة» على أرباح شركات الاتصالات، التي لا تحاول التطور مع تطور الأسواق وتصر على أن تكسب أكثر من 11 مليار ريال سنويا، بذات الطريقة التي كان تكسب بها حين كان الناس مجبورين عليها..!



كل التجار يقولون «التجارة ربح وخسارة»، لكن هذا الكلام لا يؤمنون به في «شركاتهم» فلا يجب أن تخسر الأرباح ولا يجب أن يهرب العميل منها رغم سوء خدماتها..!



* في عام 2013 حققت إحدى شركات الاتصالات أرباحا تجاوزت 6 مليارات ونصف المليار ريال، بعد ذلك أصبحت تفرح بأرباح تبلغ 35 مليون ريال في نصف عام بعد أن دخلت المحاكم بخلافاتها..!

* وفي عام 2014 كانت أرباح شركة اتصالات عريقة في البلد تتجاوز 11 مليارا، واستمرت أرباحها مليارية لكنها في عالم الأرقام متراجعة قليلا، فلم تكسب خلال نصف العام الحالي إلا 4 مليارات و200 مليون ريال فقط..!



كل «شركات الاتصالات» لا تؤمن بمبدأ «الربح والخسارة»، فتراجع الأرباح يعتبر في قاموسها «خسارة»، ودخول خدمات مجانية يشككها بقدرتها على الربح..!

موضوع حجب تطبيقات المكالمات الصوتية والفيديو ليس جديدا، لكن الجديد أن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لا تعلم بشيء في عملها..!



(بين قوسين)

شركات الاتصالات عندنا «كلها» عجزت عن كسب العميل، لكنها تريد أن تكسب منه المال حتى لو غصبا..!