بندر السالم

أعد النظر يا محمد السحيمي

الخميس - 08 سبتمبر 2016

Thu - 08 Sep 2016

في مقاله المعنون بـ»غروزني ولا تخبيشي يا زين»، تطرق الكاتب الجميل محمد السحيمي إلى ثلاث نقاط أخطأ في الأولى معلوماتيا وأجاد وصفا في الثانية وابتعد عن المنطق قليلا في تقديم الحلول في الثالثة.



فقد أخطأ في مفهوم الخلافة وكل ما يتعلق بها ويبدو أنه لم يطلع على الأحاديث النبوية التي تحدثت عن الخلافة الراشدة فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد قوله:

«الْخِلاَفَةُ فِي أُمّتِي ثَلاَثُونَ سَنَةً، ثُمّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ»، فالخلافة الراشدة ابتدأت بأبي بكر وانتهت بتنازل الحسن رضي الله عنه، وأول من غيّر مسماها إلى أمير المؤمنين هو الفاروق عندما قال للصحابة كان أبوبكر يقال له خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يقال لي خليفة خليفة رسول الله يطول هذا؟! فقال له المغيرة بن شعبة: أنت أميرنا ونحن المؤمنون فأنت أمير المؤمنين، قال: فذاك إذا. ذكر هذا ابن عبدالبر في الاستيعاب. وذكر قصة أخرى أنه سماه بذلك لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم.



أما ما ذكره حول الأزهر فقد وصفه وصفا بليغا عندما شبَّهه بالماء الذي يأخذ شكل الإناء السياسي المتغلب وهذا الوصف ينطبق على المراكز الأخرى المشاركة في المؤتمر كالقرويين والزيتونة وحضرموت والتي أثبتت طوال تاريخها سعيها الدؤوب لشرعنة السياسة وإلباس حكامهم مسوح الضأن على جلود الذئاب.



وأخيرا فقد ذكر بأن التعامل مع مثل هذه المؤتمرات ليس ساحة للعلماء وإنما هو مجال سياسي ينبغي عليهم تركه للساسة متناسيا أن هذا المؤتمر هو جزء من الخطة الروسية الإيرانية لإضعاف موقف المملكة في الدفاع عن المسلمين في سوريا واليمن، وذلك عن طريق إسقاط زعامتها الدينية على العالم الإسلامي بالتشكيك في انتمائها لأهل السنة ووصفها بالتطرف.



وتوصيات هذا المؤتمر تشير إلى وجود حملة فكرية قادمة لتحقيق ذلك، بل قد تصل إلى المطالبة علنا بتأميم إدارة الحرمين ولن يتصدى لهم إلا وقوف العلماء الراسخين في العلم بجانب الساسة، ولعل في بيان الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أبلغ رد على القائمين على مؤتمر الضرار هذا فقد أثبت البيان تمسكنا بسنة المصطفى عليه السلام قولا وعملا.