توثيق دولي لجرائم الحوثي في نجران

الاحد - 28 أغسطس 2016

Sun - 28 Aug 2016

تتوالى المعالم على جانب طريق الملك عبدالعزيز في نجران: فندق فخم، متاجر، ناد رياضي، كلها توحي بأن هذه المدينة هي في منأى عن حرب اليمن الواقع خلف الجبال الحدودية، إلا أن زيارة لمستشفى الملك خالد كفيلة بتغيير هذا الانطباع.



فمنذ بدء الرياض قيادة تحالف عربي دعما للشرعية اليمنية، تبدل الوضع بالمناطق الحدودية مع استهدافها بشكل دوري من قبل المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي صالح، بالصواريخ والقذائف والاشتباكات مع حرس الحدود.



في المستشفى، يشيح خالد العباس بوجهه منتحبا خارج الغرفة حيث يرقد ابنه مهدي (9 أعوام) مضمد الرأس والوجه، نتيجة إصابة منزله بصاروخ كاتيوشا أطلق من اليمن صباح السبت الماضي. نجا مهدي، إلا أن ابن عمه (3 أعوام) لم يحالفه الحظ.



وبحسب الدفاع المدني، قتل 31 مدنيا بنجران منذ بدء عمليات التحالف في مارس 2015.



ويقول المتحدث باسم الدفاع المدني العقيد علي الشهراني إن المتمردين «يستهدفون المدنيين. أكثر من يعاني هم المدنيون»، في تصريحات لصحفيين أجانب زاروا نجران السبت الماضي في إطار جولة نظمتها وزارة الإعلام.



ويوضح أن وتيرة استهداف المناطق السعودية ارتفعت بعد 6 أغسطس الجاري، تاريخ تعليق مشاورات السلام اليمنية التي رعتها الأمم المتحدة بالكويت على مدى 3 أشهر. ويضيف «الآن الأمر متواصل، لم نر أنهم استهدفوا مناطق عسكرية، لأنهم غير قادرين على القيام بذلك».



والجمعة الماضي أصاب صاروخ أطلق من اليمن محطة للكهرباء بنجران، مما أدى لاحتراق الجز الأكبر منها دون إصابات. ونتج الحريق عن ثقب أدى لتسرب الوقود من خزان بالمحطة.



وفي مستشفى الملك خالد يرقد الجرحى، ومنهم مهدي الذي أصابته شظايا في أجزاء مختلفة بالوجه.



على سرير آخر، يرقد الباكستاني عمران خان الذي أصيب في القصف نفسه، مغطى العينين، رأسه لف بالضمادات، وفي فمه أنبوب، وهو يتعافى من عملية استئصال شظايا من رأسه وقلبه.



وفي قسم آخر من المستشفى يرقد جرحى أصيبوا في اعتداءات سابقة، بينهم اليمني سليمان عبدالثابت (25 عاما) وآخرون أصيبوا بسقوط قذائف على ورشة لتصليح السيارات.



وقبل أقل من أسبوعين سجلت الحصيلة الأكبر في نجران عندما استشهد 4 سعوديين و3 يمنيين بسقوط صاروخ من طراز «جراد»، مما أدى كذلك لتدمير معرض للسيارات بمنطقة صناعية تقع فيها أيضا المحطة الكهربائية التي أصيبت الجمعة الماضي.



ولا تزال آثار هذا القصف ماثلة للعيان: الشوارع تفيض بالوقود المتسرب، السيارات المعروضة تحولت لحديد ملتو لا أكثر، والشظايا تركت آثارها على الجدران المقابلة للمعرض.



ويواصل سكان نجران حياتهم المعتادة قدر الإمكان، إلا أنهم مضطرون للتأقلم مع احتمال سقوط الصواريخ من اليمن بشكل مفاجىء.



ويقول الشهراني إن القصف يمكن أن يحصل «في أي وقت». ويعمد الدفاع المدني لتحذير السكان عبر الرسائل القصيرة أو الإعلانات التلفزيونية، حول السبل الممكنة لحماية أنفسهم، إلا أنه ليس في مقدور السكان القيام بالكثير.



يذكر أن نجران استقبلت وفدا إعلاميا عالميا ضم عددا من مراسلي الصحف العربية والأجنبية، بجانب مراسلي الوكالات العالمية لتوثيق العدوان الحوثي على المدنيين. وضم الوفد مراسلي وكالة رويترز البريطانية للأنباء، ووكالة الأنباء الفرنسية، وفضائية «بي. بي. سي» البريطانية، ووكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، بجانب مراسلي عدد من القنوات والصحف العربية.



وتفقد الوفد، في جولة نظمتها إدارة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام، عددا من المواقع المدنية والمستشفيات لتسجيل شهادات المصابين والمتضررين جراء قصف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، والوقوف على الأعمال الوحشية التي ارتكبتها الميليشيات في حق المدنيين.



وثائق إعلامية

  • معالم نجران توحي بأنها في منأى عن الحرب.

  • زيارة مستشفى الملك خالد كفيلة بتغيير هذا الانطباع.

  • الشهراني: المتمردون يستهدفون المدنيين أكثر.

  • المناطق العسكرية عصية على الاستهداف

  • استهداف مدنيي الحدود ارتفع بعد 6 أغسطس.

  • أثار العدوان الحوثي ماثلة للعيان.

  • السكان مضطرون للتأقلم مع سقوط صواريخ.


الوفد الإعلامي


  • رويترز

  • الفرنسية

  • بي بي سي.

  • الشرق الأوسط المصرية

  • مراسلو صحف ومجلات عربية.