عبدالله محمد الشهراني

بوينج 777 محبوبة الجميع

الأربعاء - 24 أغسطس 2016

Wed - 24 Aug 2016

المحبة قضية نسبية، وفي عالم الطيران بالتحديد لا نجد إجماعا على حب طائرة معينة، لكن نجد شريحة كبيرة من المسافرين يحبون الطائرة بوينج 777، لكنهم يعشقون الجامبو بوينج 747 أو كما يلقبها البعض بالملكة، لكن الجامبو الآن أصبحت غير مرغوبة، مما دعا شركة بوينج إلى أن تعلن نيتها إيقاف تصنيعها بحلول عام 2020، حيث تكون حينها الجامبو قد أمضت 50 عاما في الخدمة، وأنتجت منها شركة بوينج 1543 طائرة.



عودة لبوينج 777، والتي منذ تحليقها في تاريخ 12 يونيو 1994 أصبحت محبوبة الجميع (المسافرين، شركات الطيران، والمصنع شركة بوينج).



يفضل المسافرون بوينج 777 لأسباب ومزايا عدة، تأتي قضية الأمان في مقدمتها، وإن حصل لبعضها حوادث لم تكن الطائرة سببا في وقوعها، فهي أكثر هدوءا ومرونة مع المطبات الهوائية، وأكثر سلاسة عند الهبوط على إطاراتها الـ (14 إطارا). ومن ناحية الراحة والاستمتاع، تتميز الطائرة بمساحة داخلية رحبة موفرة مساحة جيدة للمقاعد، حيث يصل عرض الطائرة إلى 5.87 أمتار، إضافة إلى شاشات الترفيه التي تتوفر في أغلبها، إن لم تكن جميعها، إذ تقدم بعض شركات الطيران محتوى يصل إلى 4300 ساعة ترفيهية. ومن ناحية الوقت، فهي تطير مسافات طويلة تريح المسافرين من عناء الترانزيت، حيث يصل متوسط المسافة التي تقطعها هذه الطائرة 12710 كلم وأقصاها 17.370 كلم، تقطعها بمتوسط سرعة 927 كلم/ ساعة.



وبالنسبة لشركات الطيران، فهي تجد في هذا النوع الخيار الأول والأفضل لتشغيل رحلاتها الطويلة التي تتجاوز الـ 7 ساعات، فمن ناحية الإيرادات تستطيع بوينج 777 حمل عدد كبير من الركاب متوسطه 333 راكبا لثلاثة مستويات من المقاعد (أولى، أعمال، سياحي)، و426 راكبا لمستويين من المقاعد، و495 راكبا في حالة جميع المقاعد من نوع سياحي (اقتصادي)، وتصل أقصاها 550 راكبا على النوع 777-300، ومن ناحية الإيرادات أيضا تستطيع بوينج 777 إف (الخاصة بالشحن) نقل 103 آلاف كجم من البضائع. ومن ناحية التوفير، لا تستهلك الطائرة كميات كبيرة من الوقود وخصوصا الأنواع الجديدة منها، بوينج777 تحتوي على 3 خزانات وقود متواجدة في جناحي الطائرة ومنتصفها، تستوعب كمية وقود متوسطها 167.260 لترا.



ومن ناحية التشغيل والصيانة، فقد حقق هذا النوع من الطائرات بعد 900 ألف ساعة طيران في عام 1998 نسبة عالية في انضباط مواعيد الرحلات وصلت إلى 99%. وقد ساعد انتشار طائرات بوينج 777 على توفر شركات صيانة كثيرة لديها القدرة على صيانة أجهزة ومحركات الطائرة، ووفرة في قطع الغيار الخاصة بها حول العالم.



أما المصنع شركة بوينج، فهي الأكثر حبا لهذه الطائرة فقد حققت معها أرقاما قياسية، بوينج 777 هي المنتج الوحيد في تاريخ الطيران المدني الذي حقق أكبر قيمة مالية، ففي عام 2007 أعلنت شركة بوينج عن بيع كامل إنتاجها من طائرة 777 حتى تاريخ 2012 بدخل قدر حينها بـ 95 مليار دولار، مما أجبر الشركة على مضاعفة خط الإنتاج بتكلفة قدرها 1.5 مليار دولار حتى تستطيع تسليم الطائرات في الوقت المحدد. سعر الطائرة الآن هو الأغلى من بين طائرات بوينج، إذ يقدر متوسط سعرها 336.7 مليون دولار ويصل أعلى نوع منها (بوينج777-9) إلى 400 مليون دولار.



بوينج 777 هي أول طائرة تم تصميمها بالكمبيوتر، وأول طائرة تطير ويتم التحكم بها بالأنظمة الالكترونية بديلا عن الكابلات والهيدروليك، أول طائرة تستخدم الفيبراوبتك، عام 2005 استطاعت الطيران مدة 22 ساعة و42 دقيقة من هونج كونج إلى لندن قاطعة مسافة 21602 كلم.



للطائرة بوينج 777 ثمانية أنواع :(777-200، 777-200إي آر، 777-200إل آر، 777إف للشحن، 777-300، 777-300إي آر، والجديدتان 777-8، 777-9). ولها ثلاثة أنواع من المحركات (جي إي، براتن وتني، روز رايس).



مع نهاية شهر يوليو الماضي تكون شركة بوينج قد قامت بتسليم 1417 طائرة من طراز بوينج 777، وعدد 476 طائرة جار تصنيعها وتسليمها خلال شهور وسنوات مقبلة.



من خلال قراءة شخصية، وبحسب النمو المتوقع لعدد المسافرين والذي يقدر بـ 4.1% سنويا، أعتقد أن الطائرة بوينج 777 سوف تظل الخيار الأنسب لسنوات قادمة، فهي تقع في منتصف منافسيها (الطائرات البدن العريض) بالنسبة للحجم، فهي أقل عددا للركاب من طائرة ايرباص 380، وأكثر عددا من ايرباص 330، ومن شقيقتها بوينج 787، وأكثر نضجا وخبرة من ايرباص 350 الجديدة، شخصيا أجد نفسي منجذبا لها ومذهولا بحجمها وضخامة محركها، يقول الكابتن ليم هينج مؤلف كتاب (الحياة في السماء)، «من وجهة نظر طيار، التحليق بالطائرة بوينج 777 مقارنة بغيرها، هو كقيادة أحدث طراز من سيارات مرسيدس بدلا من قيادة سيارة قديمة من نوع جاكوار».



[email protected]