بسطاء مبدعون

الخميس - 18 أغسطس 2016

Thu - 18 Aug 2016

راودتني فكرة هذا المقال منذ أيام عندما رأيت وسم #بسطاء_مبدعون بالترند العالمي، ولا يخفى عليكم بالطبع أنه من النادر أن يظهر مثل هذا الوسم الهادف خاصة بالترند العالمي، فكانت فكرته نشر بعض من أعمال الناجحين وأقوالهم الذين يتصفون بالبساطة، والتي تعني من خلال مشاهدتي لما فيه قلة المتابعين والظهور الإعلامي أي إنهم وصلوا لحالة الظلم إعلاميا وليس مجرد هضم لحقهم البسيط من التشجيع والنشر والدعم المعنوي.

وفي المقابل نرى أننا نطالب كثيرا باحتواء المبدعين ودعمهم بل وإيجادهم حتى وهم موجودون بيننا لكن كالعادة لا نعرفهم إلا عندما نفقدهم وبذلك نقوم بتكريمهم!! أقرب مثال لذلك العالم «أحمد زويل» - رحمه الله - لدرجة أننا أصبحنا نعرف الكثير عن مبدعي التفاهة والقليل جدا - هذا إن عرفنا أصلا - عن مبدعي المواهب!

قد يقول لي البعض إنه لا يحب التعلم أو يصيبه الملل من متابعة مثل هؤلاء وإن سبب بحثنا عن الفكاهة أكثر من الفائدة بسبب الحياة المليئة بالضغوط.

أقول له: بل هذا بسبب جهلنا بالتعامل مع الحياة واستغلالها وتجاهلنا لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ساعة وساعة» وكذلك «لنفسك عليك حق» فنفسك هذه مكونة من جوانب عدة روحية وجسدية وعقلية وغيرها من الجوانب لا يهم ذكرها، ويجب عليك مقابل هذا الحق أن تستمر بالتزود من العلم والتعلم للمحافظة على روحك وعلاقتها مع الله سبحانه ثم جسدك للتزود من العبادات، وكذلك للمحافظة على الروح التي وهبها الله لك ثم عقلك للمحافظة على قدراته وإمكاناته من الاضمحلال وتحقيق الغاية والرسالة التي خلقك الله من أجلها.

وهؤلاء المبدعون يساعدونك بتحقيق جميع ما ذكر من خلال الوسائل التي تحبها فلا تخلو وسيلة تواصل اجتماعي من حساب لنفس الشخص وإن لم يجد فمتابعوه يقومون بالنشر بدلا عنه، ما أود توضيحه هنا أن الفائدة اليوم سهلة وبيدك أنت، وأنت المسؤول عنها والمحاسب عليها.

أما فيما يتعلق بالمبدعين فقد أحسست بمسؤولية عظيمة تجاههم وأنني مقصرة تجاههم كوني كاتبة وأستطيع إيصال صوتهم ولم أفعل ذلك، وهم لم يطلبوا الشيء الكثير، فقط يريدون تشجيعا ونشرا ودعما معنويا لا ماديا لاستمرارهم وتطويرهم، وليطربونا بمواهبهم بشتى المجالات ويمثلونا بمختلف المجالات.