ما بين الضيافة والتبذير.. واللقافة!

السبت - 13 أغسطس 2016

Sat - 13 Aug 2016

مع تمادينا عبر الأيام والسنين في الإسراف في المأكل والمشرب، فلعلنا نعيد ترتيب أمورنا بعد أن ألفنا ما ألفناه من البذخ لمستوى الإفراط والإسراف والبطر.. وخاصة منذ الطفرة النفطية الأولى، خلال العقود الأربعة المنصرمة.

فإليك تصوري في ثنايا النقاط (السبع) التالية:

1. ابتداء، يحسن أن نبدأ في تعاملنا مع الضيف على افتراض كأنّ دعوتنا إياه هي (في مطعم): فيأتي تفاعلنا معه على شكل بديل أو بديلين (وكأننا نتصفح «قائمة الطعام»، وليس كأننا دوما في «بوفيه» مفتوح)؛

فهب أنني كان لي لقاء/ حفلة شاي:

إذن فلعلي أذكر وأخير الضيف في عدة بدائل؛ مثلما أخيّره بين النسكافيه والشاي مثلا، (بالطبع لن يحضر النوعان معا!)؛ فأقدم له ما كان قد اختاره.

2. احرص على أن تكون القطعة من الحلوى، هب أنها من الكعك، لتكن القطعة بين الوافر والمعقول، ولكن في شكل «شريحة»، وليس بحجم ربع الصينية!

3. بالنسبة للوجبة، فلنفرض أن الوجبة هي من المشويات مع الأرز أو النشويات، فليختر سيخا أو قطعة من كل نوع يريد؛ ونساعده ليسمح بمساحة في الطبق الكبير للسلطة في جانب، والخضراوات في جانب، والأرز أو النشويات في جانب؛ (وليس لقطع متراكمة، من كل نوع في شكل تلال!)

4. وهناك سر خفي يساهم فيه الداعي نفسه في حجم المشكلة، وهو (التوقيت)، وعدم توضيح موعد معقول (محدد) للحضور، ثم مع تأخير لحظة الغرف والتقديم والتناول يأتي موعد جلوس المدعوين للطعام متأخرا جدا.. فتجدهم في حالة تهيؤ وتشوق ونهم.

5. وإذا تركوا لشأنهم بدلا من «مباشرتهم»، فإن دينامية ملء الأطباق وجعل الطعام أكواما طباقا تحدث (تأثرا بالإحساس بالجوع) فيتبعه الغرف والسكب؛ (وكثير مما لن يؤكل).

6. ومن المعقول أن يتبقى من المأكولات ما يتبقى.. فليبق! لكن، علينا أن نألف فكرة تجميع ما لم يتم غرفه أو تناوله؛ وأن نقوم بحفظ وإبقاء (ما تعلمناه بأمريكا بمسمى: leftover، لتناوله في وجبة لاحقة؛ وعدم القذف به في أقرب برميل!

7. عند تجميع السفرة، أو مائدة الطعام: علينا تطبيق ما تعلمناه في طفولتنا، وذلك بالبدء بتجميع قطع الخبز أولا، وحفظها منفصلة فما ناسب إعادة تقطيعه فيستعمل ثانية وكأنه خبز جديد (وكنا في طفولتنا نسمع والدينا والكبار في البيت يشيرون إليها بـ»النعمة»)؛ ثم تجمّع الأجزاء والقطع الأخرى - بل وحتى الفتات - لتحضير نوع أو عدة أنواع من «الفتة» و»الثريد» في فرصة لاحقة!

دمتم في صحة وعافية وهناء.