شعرك طويل
تفاعل
تفاعل
الخميس - 04 أغسطس 2016
Thu - 04 Aug 2016
كنت فيما مضى.. مسيرا في حلق شعر رأسي، انطلاقا من المدرسة، مرورا بالمنزل، ونهاية بالمجتمع!
كنت في كل بداية عام دراسي أخضع لنفس الطقوس عند أول يوم في ذاك الممر عند غرفة استلام الكتب والمعلم يقول لي «شعرك طويل، احلقه اليوم.. وتعال غدا لاستلام الكتب»! رغم أنه لم يكن بذاك الطول، إلا أن هذه هي القوانين، والقوانين قوانين..
نعم، توجهت في نفس اليوم للحلاق، لأمارس كل الطقوس الغريبة مع شعري قبل وبعد قصه.. بذريعة استلام الكتب الدراسية، في الحقيقة أنا لهذا اليوم لا أعلم ما هي العلاقة بين شعري، والكتب؟ هل مثلا عندما أقص شعري، سيصنع منه المزيد من الكتب؟ أو أنه مثلا قد يكون لشعري ضرر بيئي على الكتب؟ لا أعلم، ولكن ماذا لو لم أحلقه يومها؟ هل سأحرم من الكتب حقا؟!
حينها، ولد في داخلي هاجس، بل إنه كان كنصف طموح، أو هدف أسعى إليه.. كنت فيما مضى - أيضا - أسعى لجعل الجيل القادم من شعري يعيش لأطول فترة ممكنة، بل كنت أريده أن يتمدد، ويمتد في كل مكان من رأسي، على كتفي، بين أذني.. كل شيء..!
تمردت حقا وفعلتها ذات يوم.. أعطيت شعري الأسود الوقت الكافي كي ينمو.. طال وطال.. حتى إنه تعدى كتفي..
وعندها أنهيت الدراسة بكثير من الانتقادات، كان أهمها في حفل تخرجي، عندما أتيت لاستلام درعي التكريمي ليهمس في أذني ضيف الحفل أحد أهم رجال التعليم في مدينتي قائلا باستياء «شعرك طويل جدا، لا يصح ذلك»!
تجاهلته مبتسما للكاميرا، ثم أردفت قائلا «ابتسم من أجل الصورة، شكرا».
نعم.. هذه الانتقادات وفي مثل هذه الأوقات، ربما يواجهها صاحب «الشعر الطويل» هنا.
أكمل شعري مسيرته، بدعم مني.. ولطموح أخفيه عن الجميع.. وفي كل مرة - تقريبا - كانت توجه إلي انتقادات حول شعري، في كل مكان.. القليل فقط قد يثني أو يصمت!
أكملت.. وكأنني أصم لا أسمعهم.. حتى وصل شعري منتهاه، وبدأ بالهرم من انتقاداتهم، أراد الانتحار بكل صمت، طلب مني ذلك بكل أدب لآخذ المقص وأقص معظم أطرافه لأجعل منه حيا ميتا، ولأترك جذوره تعيش.. بأطراف مقصوصة!
قصة شعري ليست هي محور القضية، وليست هي القضية في الأساس، ما أردت إيصاله أن المظهر الشخصي أو الخارجي.. ملك لصاحبه، لا يحق لأحد التحكم به أيا كان.. ليس من الضرورة أن يكون المظهر الخارجي مترجما لمعتقدات الإنسان، أو أفكاره.. بالتأكيد هذا ليس دافعا لأن ننبذ شخصا لشكله الخارجي فقط!
أو لشعره أو لما يرتدي من ملابس، أو ما يضعه من عطور!
إن كانت المحرمات في ديننا أحد أجزاء مظهري الخارجي وليست في تصرفاتي.. فلا بأس بالنصيحة والانتقاد وقتها..
ولكن السؤال: هل كان الشعر الطويل أحد المحرمات يوما؟
ولك عزيزي القارئ أن تقيس الكثير من الأشياء على هذا الشعر.
كنت في كل بداية عام دراسي أخضع لنفس الطقوس عند أول يوم في ذاك الممر عند غرفة استلام الكتب والمعلم يقول لي «شعرك طويل، احلقه اليوم.. وتعال غدا لاستلام الكتب»! رغم أنه لم يكن بذاك الطول، إلا أن هذه هي القوانين، والقوانين قوانين..
نعم، توجهت في نفس اليوم للحلاق، لأمارس كل الطقوس الغريبة مع شعري قبل وبعد قصه.. بذريعة استلام الكتب الدراسية، في الحقيقة أنا لهذا اليوم لا أعلم ما هي العلاقة بين شعري، والكتب؟ هل مثلا عندما أقص شعري، سيصنع منه المزيد من الكتب؟ أو أنه مثلا قد يكون لشعري ضرر بيئي على الكتب؟ لا أعلم، ولكن ماذا لو لم أحلقه يومها؟ هل سأحرم من الكتب حقا؟!
حينها، ولد في داخلي هاجس، بل إنه كان كنصف طموح، أو هدف أسعى إليه.. كنت فيما مضى - أيضا - أسعى لجعل الجيل القادم من شعري يعيش لأطول فترة ممكنة، بل كنت أريده أن يتمدد، ويمتد في كل مكان من رأسي، على كتفي، بين أذني.. كل شيء..!
تمردت حقا وفعلتها ذات يوم.. أعطيت شعري الأسود الوقت الكافي كي ينمو.. طال وطال.. حتى إنه تعدى كتفي..
وعندها أنهيت الدراسة بكثير من الانتقادات، كان أهمها في حفل تخرجي، عندما أتيت لاستلام درعي التكريمي ليهمس في أذني ضيف الحفل أحد أهم رجال التعليم في مدينتي قائلا باستياء «شعرك طويل جدا، لا يصح ذلك»!
تجاهلته مبتسما للكاميرا، ثم أردفت قائلا «ابتسم من أجل الصورة، شكرا».
نعم.. هذه الانتقادات وفي مثل هذه الأوقات، ربما يواجهها صاحب «الشعر الطويل» هنا.
أكمل شعري مسيرته، بدعم مني.. ولطموح أخفيه عن الجميع.. وفي كل مرة - تقريبا - كانت توجه إلي انتقادات حول شعري، في كل مكان.. القليل فقط قد يثني أو يصمت!
أكملت.. وكأنني أصم لا أسمعهم.. حتى وصل شعري منتهاه، وبدأ بالهرم من انتقاداتهم، أراد الانتحار بكل صمت، طلب مني ذلك بكل أدب لآخذ المقص وأقص معظم أطرافه لأجعل منه حيا ميتا، ولأترك جذوره تعيش.. بأطراف مقصوصة!
قصة شعري ليست هي محور القضية، وليست هي القضية في الأساس، ما أردت إيصاله أن المظهر الشخصي أو الخارجي.. ملك لصاحبه، لا يحق لأحد التحكم به أيا كان.. ليس من الضرورة أن يكون المظهر الخارجي مترجما لمعتقدات الإنسان، أو أفكاره.. بالتأكيد هذا ليس دافعا لأن ننبذ شخصا لشكله الخارجي فقط!
أو لشعره أو لما يرتدي من ملابس، أو ما يضعه من عطور!
إن كانت المحرمات في ديننا أحد أجزاء مظهري الخارجي وليست في تصرفاتي.. فلا بأس بالنصيحة والانتقاد وقتها..
ولكن السؤال: هل كان الشعر الطويل أحد المحرمات يوما؟
ولك عزيزي القارئ أن تقيس الكثير من الأشياء على هذا الشعر.