طبيبة تتخلى عن عملها لبدء رحلة حياة غامضة

الجمعة - 29 يوليو 2016

Fri - 29 Jul 2016

الدخول إلى عالم الروائية تيري ماكميلان في جميع أعمالها يعني الدخول إلى عالم مواز يختلف إلى حد كبير عن الواقع، حيث إن المال لا يعني الكثير فيه، بينما يهيمن الحب على معظم المحادثات بين شخصيات الرواية، ومنها روايتها «كدت أن أنساك» الصادرة عن كراون بوبليشينج، 2016، وتروي فيها قصة طبيبة العيون جورجيا يونج، والتي تعيش حياة جميلة، فلديها أصدقاء رائعون، وعائلة محبة، ومستقبل مهني باهر، لكنها مع ذلك تشعر بالقلق وأن شيئا ما ينقصها.

وعندما تقرر التغيير بجدية في حياتها، بما في ذلك ترك عملها الذي يحسدها عليه الكثيرون والانتقال إلى بيت جديد، تجد نفسها في بداية رحلة غامضة وقاسية قد لا تمنحها فرصة أخرى للعثور على شخص تحبه ويحبها. ولكنها تصمم على المضي قدما، وتثبت أن الوقت لا يمكن أن يكون متأخرا أبدا.

قصة الرواية

يونج ليست شابة صغيرة، فهي على أعتاب منتصف العقد السادس من عمرها، وتعيش في منطقة راقية في فرانسيسكو. تزوجت وطلقت مرتين من قبل ولديها ابنتان –إحداهما طالبة في الجامعة، والأخرى تخرجت منذ فترة وتعمل كاتبة تقنية مع شركة أبل، لكنها تمارس عملها من البيت مثل كثيرين من أبناء جيلها. وتشعر يونج بنوع من التوتر الذي يشعر به عادة أقرانها من أبناء الطبقة الوسطى في مرحلة منتصف العمر.

فهي مطلقة وتشعر بالملل من عملها الذي تمارسه منذ سنوات طويلة، لكنها تتردد في البداية في إجراء أي تغيير لأنها تعتقد أنها تقدمت في العمر وأن الأوان فات لإجراء أي تغيير حقيقي في حياتها.

في أحد الأيام، تكتشف أن والد أحد المرضى الجدد لديها كان صديقها في الجامعة، وكانت تحبه بصمت دون أن تعترف له بذلك، وأصابها الحزن بعد معرفتها بوفاته في حادث سيارة، وتتمنى لو أنها اعترفت له بحبها عندما كانت في الجامعة: «كان يجب أن أخبره أني أحبه قبل أن يتخرج من الجامعة. كان علي أن أغامر بذلك حتى لو لم يكن يحبني».

ويوقظ هذا الخبر يونج من سباتها، وتقرر أن تعثر على جميع الأشخاص الذين أحبتهم وتخبرهم بحقيقة مشاعرها وتشكرهم على الأدوار التي لعبوها في حياتها. ولكي تستطيع القيام بذلك، تقرر بيع منزلها الجميل، وأن تتخلى عن حياتها المهنية الناجحة، وتبدأ رحلة طويلة في القطار عبر كندا تفكر خلالها فيما تريد أن تفعله فيما تبقى من حياتها لتكون أكثر سعادة.

وتبدأ بالبحث عن أصدقائها القدامى عبر وسائل الإعلام الاجتماعي. وشيئا فشيئا، تنجح في العثور عليهم واللقاء معهم واحدا بعد الآخر، ولم تكن كل اللقاءات سعيدة، لكنها مع ذلك كافية لإقناعها بأنها تفعل الشيء الصحيح، وأنها أكثر سعادة من أي وقت مضى.

اللافت أن إحدى أهم الشخصيات في الرواية هي والدة جورجيا التي تجاوز عمرها ثمانون عاما، ومع ذلك فهي مخطوبة لرجل في سنها وتبدو مليئة بالحيوية والسعادة. شخصية الأم تعزز رسالة الكاتبة بأن عمر الإنسان يجب ألا يكون عائقا أمام تحقيق سعادته.

تيري ماكميلان كاتبة ناجحة، حققت جميع رواياتها السبع نجاحا كبيرا واحتل بعضها المرتبة الأولى في قائمة الكتب الأكثر مبيعا في نيويورك تايمز. أهم رواياتها «في انتظار الزفير»، «اعتراض كل شيء»، وغيرها. حولت أربع من رواياتها إلى أفلام طويلة.