ضرب الفكر الضال بيد من حديد
السوق
السوق
الاثنين - 11 يوليو 2016
Mon - 11 Jul 2016
سبعة وثلاثون عاما توشك أن تكتمل على الذكرى الأسوأ في تاريخنا الحديث، يوم استحل جهيمان وزبانيته المسجد الحرام في مكة المكرمة عام 1400هـ. ولم نكن نعرف حينها لا داعش ولا فاحش.. وهبت الدولة كلها ومعها أهل مكة أجمعون، يقاومون ويرفضون هذا الخروج المشين على حرمة وقدسية البلد الأمين، الذي أقسم به الرحمن الرحيم، وحرمه إلى يوم الدين.. وجعله آمنا ورزق أهله من كل الثمرات.. ولم يحله إلا ساعة من زمان لرسوله الأمين يوم الفتح المبين، صلى الله عليه وسلم.. ومسجده الشريف في مدينته المنورة وعلى مقربة من المواجهة الشريفة لشفيع الأمة ورسول الرحمة والبشرية.. يتعرض هذا المكان الأقدس المقدس، بعد سبعة وثلاثين عاما لمحاولة إرهابية نفذها أحد أتباع ذات الفكر الذي فجعنا في الكعبة المشرفة.. وعطل الصلاة في القبلة ومهبط الوحي..
سبعة وثلاثون عاما.. تغيرت فيها أمور وتبدلت فيها أحوال وتحسنت فيها حياة الناس في كثير من البقاع التي خلت من هذا الفكر الشيطاني البغيض الذي يستبيح أكثر المواقع حرمة على وجه البسيطة.. البيت الحرام، والمسجد النبوي، ولا يأتي في المرتبة بعدهما إلا المسجد الأقصى.. والعجيب أن الصهاينة المحتلين، إذا ما ارتكبوا جرما يمس هيبة الأقصى تداعى رجال الدين من كل مكان في عالمنا الإسلامي المختطف، يدعون بالثبور وعظائم الأمور.. قل «لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا».. لأنها مدينة الرسول يا علماءنا يا من انتخبناكم دهورا.. لتعلنوا الحرب الصادقة على من اعتنقوا فكر التفجير والتدمير، على طريقة: «من أشعل النيران يطفيها».. فقد اعتنقوا فكر الضلال حينما سول لهم أنه طريقهم إلى الجنة والشهادة والخلود في اليوم الموعود.. بعدما تفتقت عبقريات فاسدة وجاءتهم بأدلة وبراهين زائفة ما أنزل الله بها من سلطان.. وخلطوا وألبسوا عليهم معاني الجهاد.. ومعاني التكفير والتشريك والتبديع.. فجعلوا من الناس كافة هدفا لمن آمن بهم من المضللين.. وحشوا أدمغتهم الخاوية بقدسية فكرهم وأنهم هم الفرقة الوحيدة الناجية من النار الحامية..
وعموا أعينهم عن آية محكمة عظيمة في كتاب الله الكريم، المصدر الأول والدستور الأساس لهذه الأمة ولكل الناس: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) الأنعام – 159. ولقد قرأها سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضى عنه بمعنى: «فارقوا دينهم: خرجوا فارتدوا عنه من المفارقة».
حقيقة أنا لست برجل دين – ولله الحمد – ولكنني مسلم يمكنني العثور على الحقيقة كاملة غير منقوصة في كتاب الله الكريم. ذلك أن الإسلام ليس به رجال دين ورجال دنيا. الإسلام بسيط المعاني بين المقاصد.. ولو تركونا نتعامل مع هذا الكتاب الذي نزل على محمد عليه الصلاة والسلام كما نزل عليه، دون وسطاء ولا مترجمين.. لبقي كما كان الصحابة يفهمونه ويطبقونه آية آية.. ولكننا اتخذنا هذا القرآن مهجورا.. وذهبنا إلى ما قال فلان وقال علان.. وأصبح لكل طائفة شيخ يلزمها بما يراه.. وبما يريده.. فتولدت من جديد عصبيات عنيدة، ومذهبيات بغيضة.. وذهبت كل جماعة تكفر أختها، وتتهمها بالبدع والضلال.. والغريب أن بعضها اعتمد بدعا لم تكن من أساس الدين، فأنا لا أعلم أن رسول الله عليه صلوات الله وسلام الناس أجمعين قد صلى التراويح في الحرم، ولم يحدث في عهده أن تمت مراسم ختم القرآن الكريم.. ولكنها استحداث ليس إلا. ثم نرى هذا البعض بعد مدة يتعامل معه.. حتى غدا الأمر مثار جدال ونقاش.. وأخذ ورد، ومن هنا فتح باب الفتنة، وسمح للفكر أن يتحرر من عقال الدين الأصيل.. وكم نحمد في الأصل لمؤسس المملكة العربية السعودية، وموحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن غفر الله لنا وله.. يوم أن أمر بتوحيد الصلوات في المسجد الحرام، بعد أن كانت كل مجموعة تصلي خلف إمام من مذهبها، ولكن هذا لا يعني أن مذهبا واحدا يجب أن يسود كل المذاهب، وما جعلت المذاهب في الأصل إلا تخفيفا للأمة وليس لإذلالها.. وهنا أذكر بالشكر أحد أئمة المسجد الحرام، الذي حقق الرحمة والتخفيف، حين صلى في الحرم الشريف الوتر بكل الطرق التي صلى بها نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام.. وكأنه جزاه الله خيرا هذا الإمام، يريد البعد عن التضييق المذهبي، الذي أدخلنا أنفسنا فيه وكان أحد الأسباب الرئيسية لهذا الاختلاف وهذا التباين الذي استغله أصحاب الفكر الضال في زيادة رقعة التشتت والتمزيق بين أبناء الإسلام في كل مكان.
وبارك الله في إمام المسلمين وخادم الحرمين الشريفين الذي استنفر بحكم ما ولاه الله من أمانة وحباه من مكانة، فاستنفر كل القوى وقال متوعدا بعد الانفجارات الأخيرة، خاصة ما حدث بقرب المسجد النبوي الشريف على صاحبه الصلاة والسلام:- بأنه سيضرب بيد من حديد لمحاربة الفكر الضال هذا، ونحن نعرف بأن سلمان يعني بإذن الله ما يقول ويعمل لما يريد. فقد زاد الشعور بالقلق حين يبلغ مدينة الرسول الآمنة.. فاستباحها وهى المحرمة، خوارج هذا العصر ومارقوه.. رحم الله شهداءنا الأبرار والأبطال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فافتدوا بأرواحهم وأجسادهم مسجد الرسول وحموا بإذن الله الآلاف من قاصديه.. وهذا ما يحسب للتربية الإسلامية الحقيقية والروح الإيمانية التي لم يخالطها زيف أو زيغ أو ضلال.. ولكن الأمر خطورته تشتد وإذا لم يتم تجفيف منابع الإرهاب الفكرية هذه، سنفقد المزيد من هؤلاء الرجال – حماهم الله -، سبعة وثلاثون عاما ولا زال هؤلاء الخوارج المارقين يجندون شبابنا ضد أمتهم، ولا أظن أن شابا في مقتبل العمر وليس به جنون، وليس كافرا أصلا، يفجر نفسه أشلاء دون أن يكون هناك من أقنعه بأنه على صواب.. وأن الحور العين في انتظاره على الأبواب!!
نعم هؤلاء المضلين بالطبع أقل عددا من المضللين.. وبالطبع هم لا يرتدون «طاقية الإخفاء» ولا بد أنهم موجودون بيننا أحياء.. يسيطرون على عقول الشباب بدعوى أنهم حماة العقيدة وحراس الدين.. ورافضو الدنيا وزينتها ومباهجها وطيباتها.. وكأنهم لم يقرؤوا هداهم الله، قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) سورة المائدة – 87. مجموعة لم تر في الإسلام غير التجهم والقسوة والعنف وتكفير الناس وتدمير من يختلف معهم دون نقاش ودون رحمة، إنهم أخطر فعلا من العدو الواضح البين، فأنت تعرف عدوك وتحذره مرة وهي كافية، أما هؤلاء فعلينا أن نحذرهم ألف مرة.. والحذر كما اتفق كل أصحاب الرأي وكل المسؤولين لا يكون بالحذر الأمني وحده، فهم بخستهم وعمى بصيرتهم وطمس بصائرهم قادرون على اختراقه.. وكيف لرجال الأمن كان الله في عونهم، أن يواجهوا مجنونا فكريا أصبح التفجير معتقده والموت عقيدته، وليته موت في سبيل الله.. ولكنه في سبيل الشيطان.
إنه المفترق الأخير لمن يظنون أنهم علماء الدين ورجاله – ولا بد لنا أن نستثني، أولئك النفر المخلص الصادق، الذين أصبحوا لا حول لهم ولا قوة، بعدما سلب المتشددون عقول شبابنا – أقول إنه الامتحان الأخير والمفترق الخطير، الذي عليهم أن يواجهوه بعدما بلغ الأمر مدينة الحبيب، ووصل إلى حد ترويع الركع السجود.
«يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون..» وهو في ذات الوقت التحدي الأكبر للنفر المخلصين الصادقين.. لأن ذلك الفكر المتشدد لا يواجه إلا بفكر أشد صلابة في الحق ولو استغرق ذلك منهم ومنا ما بقي من الحياة.. إذ لا بد أن يتم الاتجاه إلى النظر في المناهج التعليمية وهو قول معاد.. والسياسات الإعلامية في شتى دول العالم، لا بد للجدل أن يتوقف، ولا بد للجدال العقيم أن ينتهي.. ويا ليت.. يخلى بيننا وبين ديننا دون وسيط ودون جماعات.. فالإسلام يا سادة أوضح الأديان وأكثرها سماحة وفضيلة وعدالة وعدلا.
في مقالة سابقة لهذه.. كتبت عن أخي ورحيمي وخال أولادي المرحوم بإذن الله عصمت ناظر.. ودعوت الله أن أنال ميتة كميتته يوم رحل قبل إفطار يوم الاثنين وهو يقرأ القرآن.. وقرأ زميل لي، أخي سليمان جميل سلامة – المدير السابق لمكتب الخطوط السعودية في الأردن.. ويحكي لي رحيمه د. عبدالله دحلان أنه قرأها ودعا بمثل ما دعوت به، وسأل الله موتة في شهر رمضان فقبل الله منه الدعوة واختاره ليلة القدر.. رحمه الله وتغمده بواسع رحمته.. وأسكنه وموتى المسلمين في جنات النعيم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..
سبعة وثلاثون عاما.. تغيرت فيها أمور وتبدلت فيها أحوال وتحسنت فيها حياة الناس في كثير من البقاع التي خلت من هذا الفكر الشيطاني البغيض الذي يستبيح أكثر المواقع حرمة على وجه البسيطة.. البيت الحرام، والمسجد النبوي، ولا يأتي في المرتبة بعدهما إلا المسجد الأقصى.. والعجيب أن الصهاينة المحتلين، إذا ما ارتكبوا جرما يمس هيبة الأقصى تداعى رجال الدين من كل مكان في عالمنا الإسلامي المختطف، يدعون بالثبور وعظائم الأمور.. قل «لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا».. لأنها مدينة الرسول يا علماءنا يا من انتخبناكم دهورا.. لتعلنوا الحرب الصادقة على من اعتنقوا فكر التفجير والتدمير، على طريقة: «من أشعل النيران يطفيها».. فقد اعتنقوا فكر الضلال حينما سول لهم أنه طريقهم إلى الجنة والشهادة والخلود في اليوم الموعود.. بعدما تفتقت عبقريات فاسدة وجاءتهم بأدلة وبراهين زائفة ما أنزل الله بها من سلطان.. وخلطوا وألبسوا عليهم معاني الجهاد.. ومعاني التكفير والتشريك والتبديع.. فجعلوا من الناس كافة هدفا لمن آمن بهم من المضللين.. وحشوا أدمغتهم الخاوية بقدسية فكرهم وأنهم هم الفرقة الوحيدة الناجية من النار الحامية..
وعموا أعينهم عن آية محكمة عظيمة في كتاب الله الكريم، المصدر الأول والدستور الأساس لهذه الأمة ولكل الناس: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) الأنعام – 159. ولقد قرأها سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضى عنه بمعنى: «فارقوا دينهم: خرجوا فارتدوا عنه من المفارقة».
حقيقة أنا لست برجل دين – ولله الحمد – ولكنني مسلم يمكنني العثور على الحقيقة كاملة غير منقوصة في كتاب الله الكريم. ذلك أن الإسلام ليس به رجال دين ورجال دنيا. الإسلام بسيط المعاني بين المقاصد.. ولو تركونا نتعامل مع هذا الكتاب الذي نزل على محمد عليه الصلاة والسلام كما نزل عليه، دون وسطاء ولا مترجمين.. لبقي كما كان الصحابة يفهمونه ويطبقونه آية آية.. ولكننا اتخذنا هذا القرآن مهجورا.. وذهبنا إلى ما قال فلان وقال علان.. وأصبح لكل طائفة شيخ يلزمها بما يراه.. وبما يريده.. فتولدت من جديد عصبيات عنيدة، ومذهبيات بغيضة.. وذهبت كل جماعة تكفر أختها، وتتهمها بالبدع والضلال.. والغريب أن بعضها اعتمد بدعا لم تكن من أساس الدين، فأنا لا أعلم أن رسول الله عليه صلوات الله وسلام الناس أجمعين قد صلى التراويح في الحرم، ولم يحدث في عهده أن تمت مراسم ختم القرآن الكريم.. ولكنها استحداث ليس إلا. ثم نرى هذا البعض بعد مدة يتعامل معه.. حتى غدا الأمر مثار جدال ونقاش.. وأخذ ورد، ومن هنا فتح باب الفتنة، وسمح للفكر أن يتحرر من عقال الدين الأصيل.. وكم نحمد في الأصل لمؤسس المملكة العربية السعودية، وموحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن غفر الله لنا وله.. يوم أن أمر بتوحيد الصلوات في المسجد الحرام، بعد أن كانت كل مجموعة تصلي خلف إمام من مذهبها، ولكن هذا لا يعني أن مذهبا واحدا يجب أن يسود كل المذاهب، وما جعلت المذاهب في الأصل إلا تخفيفا للأمة وليس لإذلالها.. وهنا أذكر بالشكر أحد أئمة المسجد الحرام، الذي حقق الرحمة والتخفيف، حين صلى في الحرم الشريف الوتر بكل الطرق التي صلى بها نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام.. وكأنه جزاه الله خيرا هذا الإمام، يريد البعد عن التضييق المذهبي، الذي أدخلنا أنفسنا فيه وكان أحد الأسباب الرئيسية لهذا الاختلاف وهذا التباين الذي استغله أصحاب الفكر الضال في زيادة رقعة التشتت والتمزيق بين أبناء الإسلام في كل مكان.
وبارك الله في إمام المسلمين وخادم الحرمين الشريفين الذي استنفر بحكم ما ولاه الله من أمانة وحباه من مكانة، فاستنفر كل القوى وقال متوعدا بعد الانفجارات الأخيرة، خاصة ما حدث بقرب المسجد النبوي الشريف على صاحبه الصلاة والسلام:- بأنه سيضرب بيد من حديد لمحاربة الفكر الضال هذا، ونحن نعرف بأن سلمان يعني بإذن الله ما يقول ويعمل لما يريد. فقد زاد الشعور بالقلق حين يبلغ مدينة الرسول الآمنة.. فاستباحها وهى المحرمة، خوارج هذا العصر ومارقوه.. رحم الله شهداءنا الأبرار والأبطال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فافتدوا بأرواحهم وأجسادهم مسجد الرسول وحموا بإذن الله الآلاف من قاصديه.. وهذا ما يحسب للتربية الإسلامية الحقيقية والروح الإيمانية التي لم يخالطها زيف أو زيغ أو ضلال.. ولكن الأمر خطورته تشتد وإذا لم يتم تجفيف منابع الإرهاب الفكرية هذه، سنفقد المزيد من هؤلاء الرجال – حماهم الله -، سبعة وثلاثون عاما ولا زال هؤلاء الخوارج المارقين يجندون شبابنا ضد أمتهم، ولا أظن أن شابا في مقتبل العمر وليس به جنون، وليس كافرا أصلا، يفجر نفسه أشلاء دون أن يكون هناك من أقنعه بأنه على صواب.. وأن الحور العين في انتظاره على الأبواب!!
نعم هؤلاء المضلين بالطبع أقل عددا من المضللين.. وبالطبع هم لا يرتدون «طاقية الإخفاء» ولا بد أنهم موجودون بيننا أحياء.. يسيطرون على عقول الشباب بدعوى أنهم حماة العقيدة وحراس الدين.. ورافضو الدنيا وزينتها ومباهجها وطيباتها.. وكأنهم لم يقرؤوا هداهم الله، قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) سورة المائدة – 87. مجموعة لم تر في الإسلام غير التجهم والقسوة والعنف وتكفير الناس وتدمير من يختلف معهم دون نقاش ودون رحمة، إنهم أخطر فعلا من العدو الواضح البين، فأنت تعرف عدوك وتحذره مرة وهي كافية، أما هؤلاء فعلينا أن نحذرهم ألف مرة.. والحذر كما اتفق كل أصحاب الرأي وكل المسؤولين لا يكون بالحذر الأمني وحده، فهم بخستهم وعمى بصيرتهم وطمس بصائرهم قادرون على اختراقه.. وكيف لرجال الأمن كان الله في عونهم، أن يواجهوا مجنونا فكريا أصبح التفجير معتقده والموت عقيدته، وليته موت في سبيل الله.. ولكنه في سبيل الشيطان.
إنه المفترق الأخير لمن يظنون أنهم علماء الدين ورجاله – ولا بد لنا أن نستثني، أولئك النفر المخلص الصادق، الذين أصبحوا لا حول لهم ولا قوة، بعدما سلب المتشددون عقول شبابنا – أقول إنه الامتحان الأخير والمفترق الخطير، الذي عليهم أن يواجهوه بعدما بلغ الأمر مدينة الحبيب، ووصل إلى حد ترويع الركع السجود.
«يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون..» وهو في ذات الوقت التحدي الأكبر للنفر المخلصين الصادقين.. لأن ذلك الفكر المتشدد لا يواجه إلا بفكر أشد صلابة في الحق ولو استغرق ذلك منهم ومنا ما بقي من الحياة.. إذ لا بد أن يتم الاتجاه إلى النظر في المناهج التعليمية وهو قول معاد.. والسياسات الإعلامية في شتى دول العالم، لا بد للجدل أن يتوقف، ولا بد للجدال العقيم أن ينتهي.. ويا ليت.. يخلى بيننا وبين ديننا دون وسيط ودون جماعات.. فالإسلام يا سادة أوضح الأديان وأكثرها سماحة وفضيلة وعدالة وعدلا.
في مقالة سابقة لهذه.. كتبت عن أخي ورحيمي وخال أولادي المرحوم بإذن الله عصمت ناظر.. ودعوت الله أن أنال ميتة كميتته يوم رحل قبل إفطار يوم الاثنين وهو يقرأ القرآن.. وقرأ زميل لي، أخي سليمان جميل سلامة – المدير السابق لمكتب الخطوط السعودية في الأردن.. ويحكي لي رحيمه د. عبدالله دحلان أنه قرأها ودعا بمثل ما دعوت به، وسأل الله موتة في شهر رمضان فقبل الله منه الدعوة واختاره ليلة القدر.. رحمه الله وتغمده بواسع رحمته.. وأسكنه وموتى المسلمين في جنات النعيم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..