أحمد صالح حلبي

خدمات أمانة العاصمة في رمضان

مكيون
مكيون

الخميس - 07 يوليو 2016

Thu - 07 Jul 2016

بعد أن من الله سبحانه وتعالى على قاصدي بيته الحرام من معتمرين قدموا من داخل المملكة وخارجها بأداء فريضتهم، لا بد من وقفة مصارحة نناقش خلالها الخدمات المقدمة للمعتمرين ومعرفة ما إذا كانت متوافقة وجهود الدولة، والمهام والمسؤوليات التي نفذت، على أن تكون مناقشتنا موضوعية وواقعية، نزيل منها عبارة «النجاح الباهر الذي لم يحقق نظيره»، والتي اعتدنا على تدوينها بالتقارير وقراءتها في الصحف وسماعها من الإذاعة مع نهاية كل موسم حج وعمرة، فجعلتنا نصدق أنفسنا ونكذب مشاهداتنا.

ومن أبرز الجهات التي ينبغي طرح خططها وبرامجها المنفذة على طاولة النقاش الموضوعي: أمانة العاصمة المقدسة، وإدارة مرور العاصمة المقدسة، فالواضح أن الأمانة أخفقت في مستوى النظافة بشكل لا يمكن إنكاره بالشوارع والطرقات المحيطة بالمسجد الحرام داخل المنطقة المركزية وخارجها، وأولى الخطوات العملية تكمن في معرفة السبب في ذلك، أهو من شركات النظافة المتعاقدة معها الأمانة؟، أم نتيجة لغياب الرقابة من قبل مسؤولي الأمانة؟ أو السبب في ذلك الفنادق والوحدات السكنية؟

ولا يمكن تجيير أسباب انخفاض مستوى النظافة للفنادق والوحدات السكنية، لكونها متعاقدة مع شركات تتولى مسؤولية نقل نفاياتها وليس للأمانة أو الشركات المتعاقدة معها دور في نقل نفاياتها.

لكن غياب الرقابة من قبل مسؤولي الأمانة أدى إلى تقاعس تلك الشركات عن مهامها وواجباتها، فظهرت سلبيات لم نكن نتوقعها، فمسؤولو الأمانة - وفقهم الله - مشغولون دوما سواء كان ذلك في رمضان أو غيره من الشهور، فالتسيب الإداري واضح وسجلته تقارير إمارة المنطقة.

وإن وضعت أمانة العاصمة المقدسة عبارة «نتيجة لغياب الرقابة الجيدة على شركات النظافة المتعاقدة مع الأمانة، ظهرت عدة سلبيات متمثلة في انخفاض مستوى النظافة بالشوارع والطرقات المؤدية للمسجد الحرام، وداخل المنطقة المركزية»، فحينها يمكن القول بأن الأمانة بدأت في السير بالمسار الصحيح.

وإن أصرت الأمانة على وضع عبارة «وتم تحقيق نجاح لا نظير له» فستظل في القاع بمستوى نظافة متدن.

ولا يعني إخفاق الأمانة في مجال النظافة إخفاقا في جميع خدماتها، فهناك الإدارة العامة لصحة البيئة والتي يمكن القول إنها حققت نسب نجاح أفضل من غيرها من قطاعات الأمانة، لكنا نخشى أن يؤدي تدخل بعض أصحاب النفوذ في عملها إلى تحويل إيجابياتها إلى سلبيات، وتراجع نجاحاتها، فصحة البيئة تقوم بأدوار جيدة في مراقبة المطاعم والمطابخ، لكن دورها في مسلخ الأهالي بحلقة الخضار والفواكه بالكعكية غائب، فلم نر أي وجود لها سوى أيام قلائل من شهر رمضان المبارك، وعلى استحياء فلا دور تؤديه، حتى إننا نجدها عاجزة عن مطالبة المستثمر بتوفير النظافة داخل المسلخ.

وفي المقابل نجدهما - أي الإدارة العامة لصحة البيئة، وأمانة العاصمة المقدسة - عاجزتين عن إيضاح سبب حصول المستثمر على مبلغ عشرين ريالا من أصحاب الذبائح، فهل هي مقابل السماح بالذبح داخل المسلخ والحصول على ثلاثة أكياس بلاستيكية؟

وإن كان مسؤولو الأمانة حريصين على خدمة المواطنين، فأتمنى أن يكون قولهم مرتبطا بعملهم، لا أن نسمع أقوالا تردد في كل محفل، ولا نرى عملا يقدم، وقبل أن يسعى أي من مسؤولي الأمانة للنفي فعليه أن يزور المسلخ ويمكث بداخله خمس دقائق فقط، وليس ساعة أو نصفها.