لماذا يتحور الدواعش في هذه المنازل السعودية؟
الأحد - 03 يوليو 2016
Sun - 03 Jul 2016
مع ارتفاع ضجيج حدة الرأي العام حول قضايا التحور الفكري لبعض المراهقين العاقين إلى دواعش ينتكسون على أسرهم وأقاربهم بالقتل، تظهر في المقابل دعوات مجتمعية متتالية لعمل دراسات وبحوث تنظر في الأوضاع النفسية والسلوكية والاجتماعية التي قد تكون أحد مسببات التحور الفكري لدى هذه الفئة من الخارجين عن القانون.
في الحقيقة لم أجد أن أغلبية الدراسات الاجتماعية والسلوكية التي خرجت بتوصياتها من على أعتاب مسارح الكليات الأمنية والإنسانية وجامعة نايف قد أفادت بشكل ملموس واقعيا أكثر من كونها إضافات أكاديمية لمؤلفيها، حيث لا نذكر في المجتمع أن اختفاء أثر تنظيم القاعدة كان بسبب تطبيق نتائج توصيات أطروحة دكتوراه أو خلاصات دراسات بحثية، وكذلك فاختفاء داعش من أدمغة أصحابها لن يكون بسبب إقامة مركز بحثي أو تطبيق خلاصة توصية.
وباء اللوث الفكري الديني المتطرف حقنا في أجسام السعوديين منذ مطلع الحرب ضد السوفييت، ومن ثم فجميع مظاهر التطرف المتحورة اللاحقة يمكن اعتبارها إحدى السمات المظهرية التي تعبر عن الجوهر الديني المتطرف الذي لا يمكن انتزاعه بسهولة إلا من خلال الأسرة ذاتها.
لو نظرنا بشكل عام وبتجرد وبموضوعية إلى علامة ارتباط بين خروج أحد أفراد الأسرة للانضمام إلى القاعدة سابقا أو داعش حاليا، سنجد أن هناك رائحة تطرف أو تعاطفا دينيا متطرفا في التاريخ العائلي وفي داخل النواة العائلية لدى أغلبية الأسر، بمعنى آخر لم ينخرط أبناء الطبقة الأرستقراطية ولا البرجوازية ولا طبقة المثقفين إلى عالم الجريمة باسم الشعار الديني، لأن العقل لم يقيد بضرورة الإيمان بنص تراثي ديني من فقه مجتهد بشري.
ومن وجهة نظري الشخصية أجد أن أفضل حصانة لتطهير المنازل من لوث الفكر المتطرف تبدأ من الأسرة ذاتها، حيث أثبت استمرار نسق تبني التدين المأخوذ من مواعظ الكاسيت والكتيبات ضلوعه في تحور الفكر لدى الجيل الجديد من الأبناء الذين لديهم قابلية عقلية خاصة للانحراف والتحول إلى دواعش للتعبير عن رغبتهم في الخلاص من نوازع الإجرام من خلال تطبيق الجريمة المغلفة بشعار داعش.
إذ لا يمكن رمي الاتهام في هذه الحالة لا على الوضع الاقتصادي ولا على الوضع المرضي السلوكي النفسي أكثر من رميه على لب الأسرة التي شكلت اتجاهات أولية غامضة ربما تم استيرادها من فقه الكاسيت عن سذاجة وقصور، أو مقاومة للبحث والتعليم وتمحيص النصوص الدينية والبحث عن السماحة في الإسلام لدى الأبناء في قضايا الولاء والبراء.
من المؤلم حقا أن تكون فئة وطيف واسع من الشعب قد تبنت دون قصد مفاهيم دينية متطرفة على أنها توعية دينية وحقنتها في الأجيال القادمة، ودون وعي من الجيل الأول فإنه لم تكن تلك الحقن سوى فيروسات متحورة خطيرة كانت تنتظر إشارة المؤثرات الفعلية لنشاطها حتى تقوم بدورها في تخليق شياطين إنسية أكثر شراسة ودموية أكثر مما يتصوره كل أب وكل أم.
[email protected]
في الحقيقة لم أجد أن أغلبية الدراسات الاجتماعية والسلوكية التي خرجت بتوصياتها من على أعتاب مسارح الكليات الأمنية والإنسانية وجامعة نايف قد أفادت بشكل ملموس واقعيا أكثر من كونها إضافات أكاديمية لمؤلفيها، حيث لا نذكر في المجتمع أن اختفاء أثر تنظيم القاعدة كان بسبب تطبيق نتائج توصيات أطروحة دكتوراه أو خلاصات دراسات بحثية، وكذلك فاختفاء داعش من أدمغة أصحابها لن يكون بسبب إقامة مركز بحثي أو تطبيق خلاصة توصية.
وباء اللوث الفكري الديني المتطرف حقنا في أجسام السعوديين منذ مطلع الحرب ضد السوفييت، ومن ثم فجميع مظاهر التطرف المتحورة اللاحقة يمكن اعتبارها إحدى السمات المظهرية التي تعبر عن الجوهر الديني المتطرف الذي لا يمكن انتزاعه بسهولة إلا من خلال الأسرة ذاتها.
لو نظرنا بشكل عام وبتجرد وبموضوعية إلى علامة ارتباط بين خروج أحد أفراد الأسرة للانضمام إلى القاعدة سابقا أو داعش حاليا، سنجد أن هناك رائحة تطرف أو تعاطفا دينيا متطرفا في التاريخ العائلي وفي داخل النواة العائلية لدى أغلبية الأسر، بمعنى آخر لم ينخرط أبناء الطبقة الأرستقراطية ولا البرجوازية ولا طبقة المثقفين إلى عالم الجريمة باسم الشعار الديني، لأن العقل لم يقيد بضرورة الإيمان بنص تراثي ديني من فقه مجتهد بشري.
ومن وجهة نظري الشخصية أجد أن أفضل حصانة لتطهير المنازل من لوث الفكر المتطرف تبدأ من الأسرة ذاتها، حيث أثبت استمرار نسق تبني التدين المأخوذ من مواعظ الكاسيت والكتيبات ضلوعه في تحور الفكر لدى الجيل الجديد من الأبناء الذين لديهم قابلية عقلية خاصة للانحراف والتحول إلى دواعش للتعبير عن رغبتهم في الخلاص من نوازع الإجرام من خلال تطبيق الجريمة المغلفة بشعار داعش.
إذ لا يمكن رمي الاتهام في هذه الحالة لا على الوضع الاقتصادي ولا على الوضع المرضي السلوكي النفسي أكثر من رميه على لب الأسرة التي شكلت اتجاهات أولية غامضة ربما تم استيرادها من فقه الكاسيت عن سذاجة وقصور، أو مقاومة للبحث والتعليم وتمحيص النصوص الدينية والبحث عن السماحة في الإسلام لدى الأبناء في قضايا الولاء والبراء.
من المؤلم حقا أن تكون فئة وطيف واسع من الشعب قد تبنت دون قصد مفاهيم دينية متطرفة على أنها توعية دينية وحقنتها في الأجيال القادمة، ودون وعي من الجيل الأول فإنه لم تكن تلك الحقن سوى فيروسات متحورة خطيرة كانت تنتظر إشارة المؤثرات الفعلية لنشاطها حتى تقوم بدورها في تخليق شياطين إنسية أكثر شراسة ودموية أكثر مما يتصوره كل أب وكل أم.
[email protected]