إجازة البنوك تربك صرف الرواتب

الخميس - 30 يونيو 2016

Thu - 30 Jun 2016

وضعت بنوك عشرات آلاف الموظفين بالقطاع الخاص في حرج كبير قبيل عيد الفطر المبارك بعد رفضها قبول إيداع مرتباتهم الشهرية في الحسابات البنكية بحجة تأخر بعض المؤسسات عن إرسال الشيكات في الوقت المناسب، فيما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي «بهاشتاقات» تطالب مؤسسة النقد العربي السعودي بالتدخل لحسم هذه المشكلة في ظل التزام الموظفين بمشتريات العيد، ملمحين إلى أنها تتحمل جزءا كبير من المسؤولية بعد تعديلها لإجازات المصارف هذا العام.

وكانت مؤسسة النقد قررت الأحد الماضي تقديم إجازة عيد الفطر لقطاع البنوك لتبدأ بنهاية دوام أمس بدلا من الموعد السابق الذي كان حدد بنهاية عمل الأحد المقبل، على أن تستأنف البنوك أعمالها يوم الأحد 5 شوال المقبل.

وفي حين نفى مصدر مصرفي تحدث لـ «مكة» أمس وجود مشاكل تتعلق بنظام الإيداعات في غالبية البنوك السعودية، اعترف أن تقديم إجازة المصارف المفاجئ هذا العام ربما ساهم في هذه الربكة، إلا أنه رمى بالمشكلة على مؤسسات القطاع الخاص التي قال إن بعضها لم يودع مبالغ الرواتب إلا في اللحظات الأخيرة من آخر يوم في يونيو الذي يصادف آخر يوم في دوام المصارف حسب التعديل الجديد، متسائلا أين كان مندوبو المؤسسات في الأيام الماضية! ولماذا لم يتذكروا رواتب موظفيهم إلا في آخر يوم قبل الإجازات، خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك وكثير من المؤسسات تقدم صرف الرواتب عن العادة تقديرا لموظفيها!

برنامج حماية الأجور

وبحسب مديري موارد بشرية في القطاع الخاص فإن البنوك علقت إيداع الشيكات الخاصة بالمرتبات لبعض المؤسسات إلى ما بعد عيد الفطر المبارك بحجة انتهاء الدوام، رافضين في ذات الإطار التبريرات التي تحدث بها بعض موظفي البنوك عن تأخر المؤسسات في الإيداع، خاصة أن المشكلة تواجهها بعض الشركات شبه الحكومية أيضا.

وقال المهندس رضوان عبدالسلام الجمل مدير الموارد البشرية في إحدى الشركات بجدة أمس إن المشكلة بدأت عندما علقت بعض البنوك إيداع مبالغ الرواتب في الحسابات، مشيرا إلى أنها أضحت مشكلة عامة وواجهها كثير من المؤسسات والشركات في القطاع الخاص، إلا أنه رفض اتهام المؤسسات بالتأخير، وقال إن الغالبية وفي ظل برنامج حماية الأجور ملتزمون بدفع المرتبات كالعادة في آخر الشهر إلا أن إجازة البنوك هذا العام جرى عليها تعديل وبالتالي كانت المشكلة.

وقال عبدالرحمن الجهني مسؤول الحسابات في إحدى المؤسسات التجارية: ينتظر عشرات آلاف موظفي القطاع الخاص تدخلا حاسما لمؤسسة النقد لإجبار البنوك على إيداع مرتبات موظفي القطاع مع قرب دخول عيد الفطر المبارك لحاجتهم الماسة لمواجهة التزامات العيد.

الصرف على المكشوف

ورفض طلعت حافظ المتحدث الإعلامي للمصارف تعميم المشكلة على كل البنوك السعودية مع القطاع الخاص، مشيرا إلى أن كل بنك لدية اتفاقية مبرمة مع الجهة الخاصة سواء شركة أو مؤسسة وهو يلتزم التزاما تاما بها بحسب الاتفاقية ونصوصها.

وأشار حافظ إلى «أنه قد تكون بعض الجهات لم تودع المبلغ لكي يتمكن البنك من الصرف، إذ لا يستطيع الأخير الصرف على المكشوف وبالتالي لا يمكن التكهن بالسبب إلا بالوقوف على الحالات التي حدثت لها هذه المشكلة وأيضا الاطلاع على الاتفاقات المبرمة بين الجهتين».