سامية العمودي.. طبيبة تحدت المرض فحظيت باحترام العالم

الاثنين - 02 مايو 2016

Mon - 02 May 2016

u0633u0627u0645u064au0629 u0627u0644u0639u0645u0648u062fu064a
سامية العمودي
كانت تفرح عندما يخرج مولود جديد للحياة على يديها، فمهنتها في توليد النساء والتي احترفتها وأتقنتها لم تكن مهنة للتكسب المادي، بل كانت وظيفة إنسانية ترسم من خلالها الابتسامة على شفاه الأمهات، وتزرع بها الأمل في أرواحهن حين تعالج أجسادهن المثقلة بالوهن.

ولكن مستشارة التوليد وأمراض النساء الدكتورة سامية العمودي شعرت فجأة بألم في ثديها فكان تحديها الأول أن أعلنت علتها ولم تعتبرها وصمة ينبغي مداراتها، ولم يقف تحديها عند هذا الحد، فلجأت إلى الإعلام تكتب عن سرطان الثدي، وجعلت عمودها الأسبوعي بصحيفة المدينة نبراسا يهدي كل حائر ويرشد كل سائل واستمرت تقاوم بقلمها وإيمانها وكتبت سلسلة من المقالات التثقيفية بعنوان (رسالة حب) لتوعية المجتمع بخطورة السرطان وضرورة إجراء الكشف الدوري على جميع النساء، خاصة لمن تجاوزن سن الأربعين.

ولأنها لم تدخر وسعا في سبيل خدمة الإنسانية طبقت شهرتها الآفاق ونالت صيتا مدويا في مشارق الأرض ومغاربها، فاختيرت الخامسة ضمن أكثر مئة شخصية مؤثرة في العالم العربي، والثانية على مستوى المملكة بعد الأمير الوليد بن طلال.

على إثرها دعتها كبريات المؤسسات الطبية في العالم لتكون عضوا فاعلا في برامجها، وتمت دعوتها للبيت الأبيض لمقابلة رئيس الولايات المتحدة والسيدة هيلاري كلينتون والسيدة لورا بوش، وكانت تلك نقاط تحول في حياتها، أصدرت بعدها كتابا باللغة الإنجليزية وكتابا باللغة العربية بعنوان (اكسري حاجز الصمت) تروي فيه قصتها وتجربتها الذاتية مع المرض.

ولا تخفي الناشطة في مجال مكافحة السرطان اشتياقها لمهنتها الأساسية في توليد النساء، وهو التخصص الذي قضت فيه جل سنوات تحصيلها العلمي والتي بدأتها في مدارس بابا عباس، ثم في مدارس دار التربية الحديثة، ثم المتوسطة الثانية وانتهت في الثانوية الثانية بجدة.

كما لا تخفي الوكيلة السابقة لكلية العلوم الطبية بجامعة المؤسس بجدة ولعها بالثقافة والأدب، فعندما دخلت كلية الطب شاركت في إنشاء الملحق النسائي «ذات الخمار» بجريدة المدينة، ولما مرت الأيام بدأت في تأليف كتب لنشر الثقافة الطبية في المسائل الحرجة للأنثى والنساء الحوامل.

عندما شاركت في اللقاء الثامن للحوار الفكري الخاص بالخدمات الصحية الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أبدت آراء جديرة بالتقدير، وعقبها تم تكريمها من قبل جامعة الملك عبدالعزيز وجمعية تعزيز الصحة، كما كرمتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وحصلت على جائزة وزيرة الخارجية الأمريكية للشجاعة، وأخيرا وليس آخرا تم اختيارها على مستوى الشرق الأوسط لتكرم ضمن أشجع عشر نساء على مستوى العالم.

الأكثر قراءة